نسمع بشكل دائماً ما يردده الزملاء العاملون بالشأن الصحفي حول معاناتهم في التواصل مع المتحدثين الرسمين لمعظم الجهات الرسمية وحيث تتعدد المبررات ما بين التجاهل في الرد وعدم التجاوب السريع وهي أهم عنصرين يعرفها كل إعلامي مهني وقد يكون معه الحق في جزئية التجاوب السريع حيث إن طبيعة العمل الإعلامي تتطلب ضرورة توفير المعلومة .. إلا أنني أود أن أقف على جانب معين وأعتقد أن العقلاء سيؤيدون ما أقوله فهل من الممكن أن نتصور بأن هناك متحدثا رسميا يتجاهل وسائل الإعلام حين حدوث أمر هام جداً يصل إلى حد الكوارث أو العوارض التي يكون له ردة فعل قوية؟ أعتقد أنكم توافقونني الرأي لأنه في حال حدوث أي عارض أو حادث كبير جداً أو قرار هام أول ما يقوم به المتحدث الرسمي لأي قطاع البدء في تجميع المعلومات والبيانات المتعلقة بهذا الأمر ويبدأ بتوجيه فريق العمل الذي يعمل تحت إدارته وتحضيره على الفور حتى ولو في إجازته الأسبوعية أو في أي وقت خارج الدوام ثم يتم الإعداد لتجهيز الإفادات اللازمة حتى تكون مهيأة لإصدارها إعلامياً مع الاستعداد لتلقي العديد من الاستفسارات العاجلة التي تتعلق بالحدث من توضيح وتساؤلات تحتاج إلى الإفادة من خلال المتحدث الرسمي .. أما الجانب الذي يتم فيه اتهام المتحدثين الرسمين بالتجاهل فأعتقد أنه غير صائب لأن أحياناً حسب علمي تكون اتصالات بعض الزملاء الإعلاميين في قضايا فردية ويتم الاتصال بالمتحدث الرسمي ويرغب الإعلامي الإجابة بصورة عاجلة ومفصلة وهذا بطبيعة الحال لن يتوفر في تلك اللحظة لأنها قضية فردية قد تكون نتيجة خلاف من مقدم الخدمة والمستفيد وتحدث في أي جهة فعلى سبيل المثال من غير المنطق أن تحدث مشادة بين طالب ومعلم داخل الفصل وتصل المعلومة للإعلامي ويقوم على الفور بالاتصال بالمتحدث الرسمي بالمنطقة ويريد إفادة عاجلة من أجل إلحاق الطبعة ثم إن لم تتوفر المعلومة يقوم بالنشر بالصحيفة بأن المتحدث الرسمي لم يتجاوب أو لم يفد بالتوضيح.. وحقيقة أستعجب من هذا الأمر فالقضية لا تستحق الإفادة العاجلة الفورية لأنها ليست هذه حادثة كبرى تأثر بها قطاع التعليم بالمنطقة مثل حريق لا سمح الله أو ما شابه.. وأحياناً يتم الاتصال على المتحدث الرسمي لأمانة إحدى المناطق ويتم الاتصال خلال الإجازة الأسبوعية أو خلال الفترة المسائية ويتم الاستفسار عن الخطط المستقبلية للأمانة وما هي المشاريع التي سيتم تنفيذها خال الخمس سنوات.. وأنا بالفعل أتعجب من هذا التساؤول فكيف للمتحدث له أن يعرف كل هذه التفاصيل في ذلك التوقيت .. لذلك أتمنى من الزملاء الإعلاميين أن يدرك التوقيت المناسب للاتصال بالمتحدث الرسمي أو بصورة أوضح ما هو الموضوع الذي يستحق أن يتم الاتصال فيه حتى تكون العلاقة بين الطرفين تكاملية وأنا لا أقول أن يترفع المتحدث الرسمي ولا يتواصل بل التواصل مطلوب ولكن يجب أن نعلم بأن هناك أمورا منطقية تفرض نفسها فليس من المعقول أن يتم الاتصال لمجرد الاتصال وبعد ذلك يتم الإساءة لهذا المسوؤل دون منطق.