في يوم السبت الموافق 2-8-1435هـ شاءت إرادة الله ولا معقب لحكمه أن يأمر ملك الموت فيقبض روح الخالة الغالية لطيفة محمد الهلالي التي رحلت بعد معاناة مع المرض وهي صابرة محتسبة لم نسمع منها أبداً كلمة شكوى بل دأبها الذكر والحمد دوماً لله تعالى، رحلت وتركت في الحلق غصّة وفي القلب لوعة لا تنتهي، أتاني اتصال أخي منصور في الساعة العاشرة من صباح ذلك اليوم وأحسست من صوته بالمصاب الجلل.
يا خالتي ستفقدك سجادتك طالما قمت تناجي فيها ربك، سيفقدك بيت طالما ملأت أركانه بالتسبيح والتحميد والتهليل، عاشت خالتي طفولة حزينة فقد فقدت أمها في سن مبكرة، وفقدت ابنتها بعد ذلك، وعاشت من أجل أبنائها وحرصت على تربيتهم تربية صالحة حتى أصبحوا رجالاً، لم تكن تعني لها الدنيا شيئاً ولم تجمع المال يوماً يقول الشاعر:
وما المال والأهلون إلا ودائع
ولا بد يوماً أن ترد الودائع
وما الجمع الغفير الذين توافدوا على البيت للعزاء إلا دليل على محبتها الكبيرة في قلوب الناس، لم تكن تحمل الحقد على أحد وإذا غضبت فسرعان ما تسامح.
أعزي نفسي وأعزي إخواني عبدالله وخالد ومنصور ومحمد وأخواتي بفقدها وأشكر الأخ العزيز علي الفايز على وقفته الصادقة معنا لن ننساك يا خالة من الدعاء والصدقة قال تعالى: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ} (10) سورة الزمر ، وأرجو أن تكوني ممن صبرت فنلت، وممن أصابه البلاء فجزاه الله أحسن الجزاء، وسيبقى بيتك في حي النفل واجماً حزيناً على رحيل امرأة صالحة عاشت معاناة في صمت ورحلت في صمت، لكن أرجو أن تكوني فوق كثير من الناس يوم القيام إن شاء الله والحمد لله على قضائه وقدره إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ .