طالب عدد من سكان حي الخليج بشرق مدينة الرياض والتابع لبلدية الروضة، من معالي أمين منطقة الرياض إيلاء جانب الاهتمام لحيهم، وبخاصة الجزء الذي يحده طريق الأمير بندر بن عبد العزيز من جهة الجنوب، وشارع أبي سعيد الخدري من جهة الشمال، وشارع الحكم المستنصر بالله من جهة الشرق، وشارع سعد الثقفي وإمتداده أبو بكر القاضي من الجهة الغربية، وذلك بضرورة إنشاء مسطحات خضراء ومرافق للمشي والترفيه وملاعب للأطفال، وإعادة سفلتة الشوارع الداخلية المهترئة بالحي.
وقال عدد منهم لـ(الجزيرة): إن المساحة الكبيرة من الأرض الفضاء الواقعة من الجهة الغربية أمام «محراب» جامع سعد بن أبي وقاص، على شارع محمد القرطبي قد تحولت إلى مكب «دائم» للنفايات ومخلفات ترميم المنازل وموقف للسيارات الخربة. في الوقت الذي لم تبادر فيه الأمانة بتنفيذ هذه المساحة - كما في المخطط العام للحي - وإنشاء حديقة ومضمار للرياضة وملاعب للأطفال، وعلى حسب الوعود التي قطعتها بلدية الروضة لعدد من السكان قبل أكثر من تسعة أعوام بأنَّه جار الرفع عنها للجهة المختصة بالأمانة، وبالتالي إراحة الأهالي من هذه المناظر المسيئة للحي وقاطنيه!!.
الغريب.. أن هذا المشهد ينطبق هو نفسه وبصورة مكررة تمامًا في الجهة الشماليَّة من الحي!. وتحديدًا في تلك المساحة الفضاء الواقعة أمام مسجد حذيفة بن اليمان. فقد باتت مساحة الأرض الفضاء التي أمام «محراب» المسجد تكتض بـ(أطنان) من الركام والمخلفات المتنوعة التي أقل ما يقل عنها أنها أصبحت موقعًا لتجميع متروكات ونفايات (الأحياء) المجاورة برضى ومباركة - كما يبدو - من الشركة المسئولة عن النظافة، ضاربين عرض الحائط بما يسببه ذلك من مضايقة للمصلين، وللسكان ولرواد المجمع التعليمي الذي يطل على هذه المساحة من الجهة الجنوبية. هذا عدا أن ذلك يعد «تشويهاً بصرياً» للحي وسكانه، وضررًا مباشرًا على سلامة وصحة الأهالي وأبنائهم!.
وقال الأهالي، ومنهم ثامر السعدون، والمهندس محمد القرني، ومعيض الشباني، وحاتم آل حيدان، وغيرهم: نقطن هذا الحي منذ أكثر من خمسة عشر عامًا، ونتطلَّع كل يوم لإقامة حديقة أمام هذين المسجدين لكي يمارس الجميع نشاط المشي سواء للكبار أو الصغار من الجنسين، عبر مضمار مع حديقة مناسبة وملاعب خاصة بالأطفال.. لا أن تبقى هاتان المساحتان مكبًّا للمخلفات.. وأمام بيتين من بيوت الله، وبالقرب من صرح تعليمي كبير، فهذا التشويه لا يرضاه أحد ولا تقبل به الأمانة وسط حي من أحياء العاصمة.
وأضافوا: حقيقة لا نعلم متى يتحقَّق الحلم؟ وتنفذ بلدية الروضة وعودها لنا قبل حوالي 10 سنوات من أن هناك مشروعًا تحت التصميم (آنذاك).. لإقامة حديقتين وملاعب لممارسة الرياضة بالساحة التي أمام جامع سعد بن أبي وقاص، وفي الساحة الأخرى التي تقع أمام مسجد حذيفة بن اليمان؟. مضيفين: يبدو أن الوعود حفظت في الأدراج، وتحولت الأحلام من حديقة نحلم بها لنا ولأطفالنا إلى «مكبات دائمة للمخلفات والنفايات»..!!.
ومن جانبه قال المواطن عبد الله القحطاني: نتمنى من أمانة منطقة الرياض، وهي التي أثرت مشكورة معظم أحياء العاصمة بالحدائق ومضامير المشاة وحققت إنجازات مشهودة وواضحة في هذا المجال، أن تدرك أن حينا هذا.. بحاجة ماسَّة وحقيقية للحديقتين، ونأمل أن تقدم بلدية الروضة، أو أمانة الرياض بزف البشرى للأهالي باعتماد تنفيذهما للمساحتين المتاحتين أمام هذين المسجدين وتعويضنا بتحقيق هذه الرغبة عاجلاً، التي فعلاً طال أمدها.. وليس هناك ما يعيق تنفيذها سوى صدور قرار حاسم، وتوجيه سريع من معالي الأمين المهندس عبد الله المقبل.
من جهة أخرى أكَّد الأهالي بأن المسئولين في أمانة منطقة الرياض، لو دققوا النظر في الصور التي التقطها مصور (الجزيرة) فإنَّها ستكون أبلغ كثيرًا من كلامهم ومطالبتهم للأمانة حول هذا الموضوع المسيئ حقًا!. ويتساءلون: أهكذا تكرم الجوامع والمساجد؟. وأليس من الأوجب والأفضل أن تطل مساجدنا ومنازلنا على مساحات خضراء تكون مُتنَفسًا للأهالي ومرتعًا لأبنائهم يمارسون مع أهاليهم الرياضة والمشي والألعاب المختلفة، بدلاً من هذا التشويه الذي صبرنا عليه قرابة أكثر من عقدين من الزمان..!؟.
مشيرين إلى أن شوارع الحي الداخليَّة تعاني من مشكلات عديدة، إِذْ لم تطالها السفلتة الجديدة منذ أكثر من 15عامًا، ولم تصلها عمليات التجديد لشوارعه كبقية الأحياء المجاورة فكل ما يتم هو ترقيعات مؤقتة وسريعة للحفر والهبوطات التي سرعان ما تعود!.
وأشار بعضهم: إلى أنه سبق الرفع بطلب قبل عامين بواسطة موقع التشغيل والصيانة على (الإنترنت) وتحديدًا في شهر مايو 2013 بأن الحي بحاجة لإعادة سفلتة شوارعه بطبقة جديدة من الإسفلت بدلاً من (الترقيعات) الضعيفة التي تتم على استحياء، ولكن لم يجدوا تجاوبًا.. أو ردًّا على هذا الطلب حتَّى الآن...!؟.
وفي جولة على الموقعين، لاحظت (الجزيرة) أن الشوارع فعلاً بحاجة لإعادة سفلتتها بطبقة جديدة بالكامل مع ضرورة وسرعة رفع المخلفات من أمام جامع سعد بن أبي وقاص، ومسجد حذيفة بن اليمان، ووضع لوحات تحذيرية بعدم رمي المخلفات مع ضرورة إعادة تأهيل الساحتين اللتين أمامهما بحيث تقام فيهما حدائق ومضامير للمشاة وملاعب للأطفال، وتصحيح الوضع بإعادة تأهيله بدلاً من مما هو عليه الآن، الذي من المؤكد أنَّه لا يرضي المسئولين في أمانة منطقة الرياض، أو في بلدية الروضة.
(الجزيرة) ولتكمل دورها الإعلامي نقلت الموضوع بكافة أبعاده، ووضعت هذه المطالب بجميع تفاصيلها على طاولة رئيس بلدية الروضة المهندس خالد السيار، الذي أبدي تجاوبًا مشكورًا، مفيدًا أنه تَمَّ الاطِّلاع وتدارس جميع الملاحظات التي أبداها أهالي الحي، مع المعنيين في أقسام بلدية الروضة، وتَمَّ على إثر ذلك الرفع رسميًّا بهذه الملاحظات للجهات المختصة في أمانة منطقة الرياض، وتحديدًا لكل من الإدارة العامَّة للتشغيل والصيانة، والإدارة العامَّة للنظافة، والإدارة العامَّة للحدائق والبيئة، لتتولى كل جهة معالجة ما يخصها من هذه الملاحظات.
وأشار المهندس السيار إلى أن بلدية الروضة لا تألوا أبدًا في تقديم كل جهد ممكن من خدماتها المُتعدِّدة لسكان جميع الأحياء التي تقع ضمن نطاق البلدية، وذلك حسب ما هو متاح لها من إمكانات بشرية وفنيَّة وآلية.