مع خروج جميع ممثليها من الدور الأول لبطولة كأس العالم 2014 بالبرازيل ، تترقب القارة الآسيوية التحدي الكبير الجديد من خلال كأس العالم 2018 بروسيا وسط شعور بخيبة الأمل التي منيت بها في المونديال البرازيلي.وشاركت المنتخبات الآسيوية الأربعة، كوريا الجنوبية واليابان وأستراليا وإيران ، في مونديال البرازيل بطموحات كبيرة وتوقعات هائلة ولكنهم فشلوا جميعا في ترك بصمة بالبطولة وودعوا مبكرا من الدور الأول لهذه النسخة حيث خلت فعاليات الدور الثاني (دور الستة عشر) من أي ممثل للقارة الأكبر في العالم. والآن، حان الوقت لهذه القارة الكبيرة لبدء التخطيط ووضع استراتيجية عمل واضحة استعدادا للمونديال القادم عام 2018 في روسيا حيث ستكون القارة الأقرب لموقع الحدث.
اليابان وكوريا الجنوبية خيبة الأمل الأكبر
ومن بين المنتخبات الأربعة الآسيوية التي شاركت في المونديال البرازيلي ، كان لمنتخبي اليابان وكوريا الجنوبية خيبة الأمل الأكبر حيث حصد كل من الفريقين نقطة واحدة فقط من مبارياته الثلاث في مجموعته بالدور الأول للبطولة.وعلى وجه الخصوص ، شارك المنتخب الياباني في البطولة مفعما بالثقة وكان أمل الفريق هو حجز مكانه في الأدوار الفاصلة للبطولة للمرة الثالثة في تاريخه خاصة وأنه تدرب في السنوات الماضية تحت قيادة مدرب له خبرة هو الإيطالي ألبرتو زاكيروني كما أن صفوف الفريق تزخر بالعديد من المحترفين بالأندية الأوروبية مثل كيسوكي هوندا لاعب ميلان الإيطالي وشنجي كاجاوا نجم مانشستر يونايتد الإنجليزي. ولكن الفريق أنهى مسيرته في المجموعة الثالثة بالمونديال برصيد نقطة واحدة من تعادل واحد وهزيمتين. وبينما عمد زاكيروني إلى الاستقالة، قد لايحالف الحظ كلا من هوندا وزميله يوتو ناجاتومو للمشاركة في المونديال الروسي حيث سيكون كل منهما وقتها في مطلع الثلاثينيات من عمره.وعندما يتطرق الحديث إلى التسديد والتمرير ، كانت هذه المهارات منخفضة للغاية لدى محاربي الساموراي في المونديال البرازيلي. كما كان متوقعا من المنتخب الكوري أداء أفضل كثيرا مما قدمه في البطولة خاصة وأن لديه الخبرة بالبطولة لأنه لم يغب عن أي نسخة من بطولات كأس العالم منذ 1986 كما أحرز المركز الرابع في البطولة عام 2002 عندما استضافت بلاده البطولة بالتنظيم المشترك مع جارتها اليابان. وكان المتوقع أن يصل الفريق على الأقل إلى دور الستة عشر مثلما فعل في مونديال 2010 بجنوب أفريقيا ولكنه خسر مباراتيه أمام بلجيكا والجزائر بعدما استهل مسيرته في المونديال البرازيلي بالتعادل مع الدب الروسي. وشهدت مباراته أمام الجزائر أسوأ أداء للفريق حيث استحق الهزيمة 2/4 .وقال هونج ميونج بو المدير الفني للمنتخب الكوري ، قبل مباراة الفريق الأخيرة في المجموعة أمام المنتخب البلجيكي ، «المونديال اتسم بالأداء البدني العالي للغاية والمسابقات في آسيا ليست هك
ذا. ربما كان هذا سببا وربما كان عاملا».
المنتخب الأسترالي ودع مرفوع الرأس
وسقط المنتخب الأسترالي لأنه لم يجد منافسا يمكنه التغلب عليه في المجموعة الثانية التي ضمت معه منتخبي أسبانيا وهولندا طرفي المباراة النهائية للمونديال الماضي ومنتخب تشيلي.واختار الاتحاد الأسترالي للعبة قبل سنوات الانضمام للاتحاد الآسيوي للعبة بدلا من المشاركة في تصفيات اتحاد أوقيانوسية الذي يمتلك نصف مقعد فقط في المونديال.ولكن الفريق شارك في المونديال البرازيلي وهو صاحب أسوأ ترتيب بين المنتخبات المشاركة في المونديال وذلك بالتصنيف العالمي لمنتخبات اللعبة. ولهذا ، لم تكن التوقعات هائلة من هذا الفريق.ورغم هذا ، كان المنتخب الأسترالي على وشك خطف نقطة من نظيره الهولندي الذي فاز 3/2 بصعوبة بالغة ليودع المنتخب الأسترالي البطولة مرفوع الرأس لاسيما وأن هدف لاعبه تيم كاهيل في مرمى المنتخب الهولندي نال إشادة بالغة على اعتباره الهدف الأروع في تاريخ كرة القدم الأسترالية.
المنتخب الإيراني هو المفاجأة
وفي المقابل ، كان المنتخب الإيراني هو المفاجأة الإيجابية الأكبر للقارة الآسيوية في المونديال البرازيلي ونال إشادة هائلة بفضل الأداء المنظم للفريق والذي تعادل من خلاله سلبيا مع المنتخب النيجيري وخسر أمام المنتخب الأرجنتيني بهدف نظيف سجله النجم الكبير ليونيل ميسي في الوقت بدل الضائع للمباراة. وقال البرتغالي كارلوس كيروش المدير الفني للمنتخب الإيراني ، بعد الخسارة 1/3 أمام المنتخب البوسني ، «قدمنا أقصى ما لدينا من الناحيتين الذهنية والبدنية. وأشعر بفخر شديد. عانينا من الإجهاد بعد لقاء الأرجنتين ولكننا كافحنا على مدار 90 دقيقة».
مستقبل الكرة الآسيوية
ولكن ، كيف يبدو المستقبل بالنسبة للكرة الآسيوية ؟وتترقب هذه القارة بطولة كأس آسيا في يناير المقبل بأستراليا ثم تكون الاستعدادات للمونديال الروسي.وتحظى كرة القدم بشعبية ومكانة هائلة واستقرار في كل من كوريا الجنوبية واليابان وإيران ولكن مع المتابعة الجيدة في كل من تايلاند وإندونيسيا وأماكن أخرى لأندية مثل مانشيستر يونايتد وتشيلسي الإنجليزيين ، أصبح الاهتمام بالكرة في مناطق أخرى بآسيا.كما أنشأت الصين العديد من أكاديميات الشباب وجذبت عددا من الأسماء اللامعة للعمل في هذه الأكاديميات ومنهم المدرب الإيطالي مارشيلو ليبي الذي قاد المنتخب الإيطالي (الآزوري) للفوز بمونديال 2006 بألمانيا.وفي الهند ، التي كانت كرة القدم فيها مختفية في ظلال الكريكيت ، أنشأ المسؤولون بطولة دوري جديدة ويأملون في جذب بعض اللاعبين الأوروبيين البارزين من أجل زيادة شعبية اللعبة.وبينما لا يعرف أحد أي من هذه المحاولات والجهود سيحقق النجاح ، يبدو شيء واحد فقط مؤكد وهو أن كأس العالم المقبلة ستقام في روسيا حيث الحدود الشمالية للقارة الأسيوية وليست في مكان بعيد عنها في أوروبا أو أفريقيا أو الأمريكتين.ولهذا ، ستحظى المنتخبات الأسيوية على الأقل بتوافد أعداد أكبر من المشجعين إلى المدرجات لمؤازرة فرقهم.