قال لي صاحبي:
كلما جرت بي سنون العمر أصبح ولهي يزداد إلى أمرين.. وإنني أحس بذلك أكثر عند ما أكون خارج المملكة.. وسألته ما هما الأمران؟
قال: الأول سماع القرآن الكريم يرتفع من بيوت الله بأصوات بعض الأئمة الذين يتلون كتاب الله مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم.. إنني عندما أكون بعيداً عن بلادي حيث المساجد -بفضل الله- في كل حي وفي كل ركن وزاوية، إنني أشعر بوحشة شديدة في الغربة وبالأخص عند ما أسكن في فندق ناء لا أسمع فيه أي قرآن.. ولا أصغي إلى صوت أذان..!
أما الثاني الذي أحس أن شوقي إليه ينمو ويتصاعد فهو مكان نادر في الدنيا هو «مكة المكرمة».. لقد كنت أبقى السنوات لا أذهب إلى بيت الله الحرام.. أما الآن فلا يمضي شهران إلا ويمضني الشوق نحوه، وحال عودتي من زيارته أتمنى لو عدت إليه..!
قلت: أحمد الله على ما أنت فيه.. فالناس تركض وراء الريال والدولار.. وتشتاق نفوسها نحو «كان» وما كان.. وأنت تتلهف إلى أمور أجل وأعظم تثري بها مشاعرك، وتقربك من ربك، وتزرع أشجار الطمأنينة في نفسك..!
وبعد!
ما أعظم
ما أعظم الفرق!
=2=
)) كون من الطمأنينة؟?
)) مرحباً «رمضان»..!
شهر تضيء فيك المساجد بخشوع العبادة.. وبصلوات التهجد.. وبقرآن يتلى.
في أيامك ولياليك تعلو أصوات المؤمنين -في بيوت الله- بآي المثاني وآيات الكتاب المبين.
فيك تجد النفوس المؤمنة راحتها بعد عناء وراء ماديات الحياة وزخرفها.. فيك ينتصر زهد المرء على زهو الدنيا.. ويطفئ برق الإيمان بريق الماديات في جوانح المؤمن الصادق.
رمضان: كون من الطمأنينة.
=3=
)) ابتهال قلب
)) اللهم اغنني بحلالك عن حرامك من المال والعرض وكافة أمور الدنيا.
اللهم اجعل لي ولكل حبيب عليَّ من كل هم فرجاً، ومن كل ضيق مخرجاً، ومن كل بلاء عافية.
اللهم رضني بقضائك، وارزقني الصبر الذي يعينني على شدائد الأمور.
=4=
آخر الجداول
شعر: عبدالعزيز المقالح
((إلهي...
وقد سكن الليل وانكفأت تحت صمت الظلام البيوت
وأورق حزن الشوارع
هل لي إذا انكمشتْ داخل الجسم روحي
واختبأ الحلْم في صَدَف الجمع
هل ليّ خلف المدى توبة تصطفيني؟
ونافذة تحتويني؟))