كان هناك شركة تعمل بنظام المكاتب المفتوحة أحضرت لموظفيها مبردات ماء جديدة من النوع الذي يعمل بالقوارير، وجاء مدير القسم لوضع هذه المبردات فاعترض كل الموظفين على وضعها عندهم لأن هذا سيزعجهم! إلا موظف واحد قال بأن الأمر لا بأس به لأن ذلك سيتيح له التواصل القصير مع الزملاء عندما يزورونه على حد قوله لشرب الماء.
مع بدء استخدام هذا المبرد كان الجميع يقول له: «لو نحن مكانك لا نرضى».. لكنه كان يرد: «التواصل مع الناس مهم..وسقاية الماء فيها الأجر».
مرت الأيام وبدأت علاقته تتطور مع زملاء لم يكن يعرفهم جيداً بسبب حجم القسم الكبير والفضل بهذا التطور كان لقارورة الماء.
ومرت الأيام أطول وأطور.. وبات الناس يعرفونه أكثر ويعرفون ما يقوم به من أعمال وأصبح مرجعاً للكثيرين لأنهم أدركوا جودة عمله وروعة قيمه.. سمعته الجيدة ساعدته على الانتقال لقسم آخر بمنصب أفضل وأعظم.. ساعدته على الانطلاق لحياته لأنه تحمل إزعاج مبرد ماء فقط
« الحياة ليس رداءً يتم تفصيله لنا، بعض الأحيان يجب أن نتحمل ونتعايش بل نقبل إزعاجها كي تأتينا بالخبر السعيد بعد ذلك».