أعلنت الحكومة الأوكرانية أمس الجمعة أن 150 شخصاً على الأقل من الانفصاليين المؤيدين لروسيا وجنديين أوكرانيين لقوا حتفهم خلال اشتباكات مسلحة ضارية في شرق البلاد. وقال متحدث باسم وحدة مكافحة الإرهاب في كييف إن الجيش الأوكراني استهدف ستة مواقع للانفصاليين وحاصر بلدة نيكولاييفكا. وأضاف أن أربعة جنود أصيبوا خلال الاشتباكات. وكان الرئيس الأوكراني قد أصدر أوامره يوم الاثنين الماضي بإنهاء الهدنة بين كييف والانفصاليين واستئناف قصف بلدتي لوهانسك ودونيتسك. ويأمل الانفصاليون في البلدتين اللتين أعلنتا استقلالهما عن حكومة كييف في الحصول على دعم عسكري إضافي من موسكو. ويجري كييف وموسكو والمتمردون الموالون لروسيا تحت ضغط الغربيين اليوم السبت مباحثات تهدف إلى وقف المعارك الدائرة في شرق أوكرانيا، لكن لم يتأكد انعقاد اجتماع «مجموعة الاتصال» التابعة لهم. وخلال مباحثات غير مباشرة تذكر بالحرب الباردة تبادل الأميركيون والأوروبيون من جهة والروس من جهة أخرى الدعوات إلى ممارسة الضغط على الحلفاء الأوكرانيين لكل من الجانبين من أجل الخروج من المأزق السياسي الحالي. فقد قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس الأول الخميس إن على الغرب أن «يقنع كييف» بالامتثال للنداء الذي صدر الأربعاء في برلين عن وزراء الخارجية الأربعة، الألماني والفرنسي والروسي والأوكراني لعقد اجتماع مجموعة الاتصال والتفاوض حول وقف إطلاق نار ثنائي ودائم. وتضم مجموعة الاتصال هذه أوكرانيا وروسيا ومنظمة الأمن والتعاون، بمشاركة المتمردين. غير أن وقف إطلاق النار السابق الذي أعلنته كييف من طرف واحد لم يمدد الاثنين الماضي لأن عملية السلام التي اقترحها الرئيس بترو بوروشنكو لم تطبق وأن المعارك المتقطعة متواصلة. وترى كييف - وكذلك الغربيون - أن العودة إلى وقف إطلاق النار لن يكون ممكناً إلا إذا دفعت موسكو المتمردين إلى قبول الشروط الأوكرانية المتمثلة في استئناف مراقبة الحدود مع روسيا والإفراج عن كل الرهائن. ويرى أوكرانيا والولايات المتحدة وأوروبا أن مفتاح السلام في موسكو وأن العراقيل تأتي من المتمردين الذين تدعمهم روسيا. لذلك دعا الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند والمستشارة الألمانية انغيلا ميركل الخميس في اتصال هاتفي فلاديمير بوتين إلى «التدخل لدى الانفصاليين لحملهم على التفاوض وإيجاد اتفاق مع السلطات الأوكرانية». كذلك وجه كل من ميركل والرئيسالأميركي باراك أوباما إثر اتصال هاتفي بعد ذلك نداء مشابهاً من أجل «وقف إطلاق نار سريع يحترم الطرفان». وقالا إن «على روسيا قبل كل شيء أن تقدم مساهمتها وتقنع الانفصاليين في شرق أوكرانيا من أجل احترام وقف إطلاق نار». وأكد البيت الأبيض أنه إذا لم تمتثل موسكو لذلك «على المدى القصير» فإن واشنطن وبروكسل سيبدآن إجراءات «منسقة» لفرض عقوبات أخرى. ويفترض أن يسمح اجتماع مجموعة الاتصال بالعودة إلى التفاوض لكن يبدو أن العراقيل تكمن في الوقت الراهن في اختيار المكان. فقد طلبت موسكو على لسان لافروف أن تكون في أوكرانيا في مكان آمن وأن تحترم القوات الأوكرانية «هدنة» في هجومها خلال انعقاده.