بعد حملة الشاورما المباركة، ضبطت الفرق الميدانية بأمانة منطقة الرياض الثلاثاء الماضي عدداً من المخازن العشوائية داخل المطاعم وذلك في أحياء متفرقة من العاصمة، حيث تم العثور على بعض القطط الحية التي تعيش بداخلها، إضافة إلى وجود أسماك غير صالحة للاستهلاك الآدمي، ووجود بعض المواد الغذائية الأخرى التي تم تخزينها بطريقة خاطئة. وأغلقت الأمانة خلال جولتها أكثر من 29 مطعماً، وذلك لمخالفتهم للاشتراطات الصحية وعدم الالتزام بها داخل محلاتهم. كما أوقفت أكثر من 129 عاملاً عن العمل بسبب عدم تقيدهم بالنظافة العامة واستخدامهم لبعض الأواني المهترئة في عملية الطبخ، ووجود علامات مرضية على أيديهم. وصادرت الفرق الميدانية 1229 كيلو جراماً من اللحوم والأسماك والدواجن المتنوعة غير الصالحة للاستهلاك الآدمي.
نحن هنا نتحدث عن مدينة واحدة هي العاصمة الرياض، وعن يوم واحد هو الثلاثاء الماضي، فكيف حال المدن الأخرى في الأيام الأخرى؟!
يجب أن نقولها بكل صراحة: هناك خلل مميت في آليات الرقابة على مطاعم المملكة، وسوف لن يتم إصلاح الخلل، إلاّ بتغيير القيادات ذات العلاقة والآليات التي يستخدمونها. ليس هناك من حل آخر. لقد استشرى الفساد واستشرت البيروقراطية، فأصبح بإمكان عامل مخالف للأنظمة مصاب بمرض معدٍ، أن يعمل في مطعم وسط الرياض، وأن يجهز وجبات من لحوم منتهية الصلاحية لسنوات، قبل أن يتم اكتشافه. والمأساة أنّ اكتشافه سيعتبر نصراً تاريخياً!!