ترأس صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن عبد الله بن عبد العزيز نائب وزير الخارجية رئيس مجلس إدارة مكتبة الملك عبد العزيز العامة أعمال الاجتماع الثاني للمجلس في دورته الرابعة، الذي عُقد ظهر أمس الاثنين بمكتب سموه في وزارة الخارجية بجدة. أوضح ذلك معالي مستشار خادم الحرمين الشريفين المشرف العام على مكتبة الملك عبد العزيز العامة معالي الأستاذ فيصل بن عبد الرحمن بن معمر.
وأبان معاليه أن سمو الأمير عبد العزيز بن عبد الله اطلع خلال الاجتماع على عدد من التقارير عن أنشطة المكتبة خلال هذا العام 1435هـ وما تحقق من إنجازات، إضافة إلى المشروعات والبرامج التي تُشرف مكتبة الملك عبد العزيز العامة على تنفيذها، وكذلك سير العمل فيها.
وأشار معالي الأستاذ فيصل بن معمر إلى أن الاجتماع استعرض تقريراً عن معرض الحج في محطته الثانية، الذي افتتح يوم الثلاثاء في شهر جمادى الآخرة 1435هـ بباريس بحضور صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن عبد الله والرئيس الفرنسي السيد فرانسوا أولاند مع نخبة من الشخصيات السياسية والثقافية والدبلوماسية، وما حققه من مقاصد تهدف للتعريف بدور المملكة في خدمة الحرمين الشريفين، وما تقدمه للحج والحجيج من دعم ورعاية، إيماناً منها بأن الحج يمثل عنوان تعايش حضاري وتمازج ثقافي وتكافل اجتماعي لنشر السلام والأمن والمحبة والمساواة بين البشر على اختلاف بلدانهم وأعراقهم.
ونوه معالي الأستاذ فيصل بن معمر أن مكتبة الملك عبد العزيز العامة أقامت بتاريخ 28/ 8/ 1435هـ حفلاً لأصدقاء المملكة ورؤساء المراكز والمعاهد الإسلامية في أوروبا، حضره رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس، كما قامت بالتعاقد مع أحد المراكز المتخصصة في القياس بمهام تقييم المعرض ورصد انطباعات الزائرين وآرائهم وملحوظاتهم ومقترحاتهم.
وقامت المكتبة بتعيين لجنة تحضيرية ولجنة علمية لمتابعة مراحل تنفيذ المعرض، وذلك بصياغة برنامج عملٍ علمي متكاملٍ، يكفل تحقيق الشروط والضوابط التي وجَّه بها المقام الكريم - حفظه الله.
وقد تمكنت المكتبة - ولله الحمد - من خلال اللجنة بالمشاركة بـ(53) قطعة متحفية مهمة، بعضها يعرض لأول مرة خارج المملكة، من بين (230) قطعة متحفية يحتويها المعرض، وتخصيص مكانٍ بارزٍ في المعرض للحديث عن جهود المؤسس الملك عبد العزيز -طيب الله ثراه - في العناية بالحرمين الشريفين منذ عام 1925م، والاهتمام البالغ بالمشاعر المقدسة وخدمة ضيوف الرحمن من الحجاج والمعتمرين والمسافرين.
وتم ذلك من خلال عرض معلومات إحصائية وأرقام وصورٍ، تبرز وتُظهرُ جهود المملكة العربية السعودية لتطوير الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة وخدمة ضيوف الرحمن.
وإضافة إلى ذلك، فقد تم إعداد طباعة دليل علمي وكتيبات توثيقية مصورة باللغتين العربية والفرنسية لتوزيعها على زوار المعرض للتعريف بجهود المملكة في خدمة الحرمين الشريفين وحجاج بيت الله والعناية بالمشاعر المقدسة والتعريف بالمشروعات المهمة، وإصدار بطاقات بريدية، تحتوي على صور نادرة وقديمة عن الحرم المكي والمسجد النبوي، مع صور حديثة عن الحرمين والمشاعر المقدسة، وساعة مكة، وقطار المشاعر، توزع على طلاب المدارس، وعرض مجسم لتوسعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز للحرم المكي الشريف. كما تم تطوير موقع معرض الحج الإلكتروني(http:/ / www.kapl-hajj.org) للتعريف بجهود المملكة وأعمالها التطويرية في الحرمين الشريفين بست لغات، هي: العربية، الإنجليزية، الفرنسية، الأوردو، الإسبانية والروسية.
وأكد ابن معمر أن الاجتماع تطرق إلى الفهرس العربي الموحد الذي أنجزته مكتبة الملك عبدالعزيز العامة بناء على الأمر السامي الكريم رقم (26346) وتاريخ 19/ 2/ 1422هـ، بهدف حصر الإنتاج الفكري والمعرفي العربي، وتوحيد جهود الفهرسة وتقنينها، وتوحيد المعايير وفقاً للمواصفات الدولية؛ ليكون مرجعاً للمكتبات العربية والقراء والباحثين العرب، بما يخدم ثقافتهم، ويحفظ لهم نتاجهم الفكري والمعرفي والحضاري، مع الاهتمام باستثمار التقنية الحديثة ونقل المحتوى الرقمي وتوفير الربط الشبكي عبر الإنترنت وشبكات التواصل الأخرى، والمراحل التي أنجزتها المكتبة لتدشين مشروع المكتبة الرقمية العربية التي كُلفت المكتبة بإنجازها.
كما استعرض الاجتماع سير العمل بمشروع إنشاء فرع مكتبة الملك عبدالعزيز العامة بجامعة بكين بجمهورية الصين الشعبية؛ إذ تم الانتهاء من جميع المخططات والشروط والمواصفات ومخططات الديكورات الداخلية، وكذلك تأهيل المقاولين والمكاتب الاستشارية للإشراف الهندسي على المشروع. ويتضمن المبنى مركز الدراسات العربية الصينية، ومركز الترجمة، وقاعات الاطلاع والبحث، وقاعة للمحاضرات، ومركزاً لإقامة المعارض، إضافة للمكاتب الإدارية ومستودعات لحفظ الكتب والمخطوطات القديمة وصيانتها، يستوعب ثلاثة ملايين كتاب.
وقد اتفق رئيس وأعضاء مجلس إدارة المكتبة على أن إنشاء هذا الفرع في جامعة بكين، وهي من أعرق وأقدم الجامعات في الصين، له مردود علمي وحضاري وثقافي كبير للمملكة العربية السعودية.
كما ناقش الاجتماع إعادة تأهيل الدور الأرضي في مبنى المكتبة الرئيسية؛ ليصبح متحفاً على مستوي عالمي لعرض نوادر المكتبة من المخطوطات والعملات والصور القديمة ووثائق تاريخ المملكة، وتقديمها بطريقة عرض مميز, وإتاحتها للباحثين بأسلوب عرض متحفي. وكذلك سيُخصص جزء من المتحف لسيرة خادم الحرمين الشريفين المصورة. وفي ختام الجلسة رفع رئيس وأعضاء مجلس إدارة المكتبة خالص الشكر والامتنان والتقدير لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - يحفظه الله - لما يقدمه من دعم سخي ورعاية كريمة لجميع أنشطة المكتبة ومشروعاتها لنشر الثقافة والمعرفة وخدمة البحث العلمي في مختلف المجالات، وحرصه الكبير على تطوير إمكانات المكتبة بما يتناسب مع معطيات عصر المعرفة وتقنية المعلومات، وبما يعزز من قدرتها على أداء رسالتها في خدمة المجتمع.