أكد الشيخ الدكتور قيس بن محمد المبارك عضو هيئة كبار العلماء في تصريح خاص لـ(الجزيرة) أن الجهاد في الإسلام منزلةٌ رفيعة، وخُلقٌ عظيم، لهُ شروطه وواجباته وآدابه ومن الجناية على دين الله أن نجعل منه سفكاً للدماء وتقتيلاً للأبرياء وشدد في هذا الصدد على أن ليس من دين الله عز وجلَّ أن تهجم على مواطن أو أنْ تَصفَهُ بأنه مرتد! ثم تعذِّبه وتضربه بالسياط، ثم تقتله.
وأضاف عضو هيئة كبار العلماء متسائلا: أهكذا كان الصحابة الكرام؟ إنَّ مَن يفعل هذا يُسمَّى قاتلاً ولا يُسمَّى مجاهداً، ألَم يَقُلْ سيِّدُنا أبوبكر الصديق لمن أرسلَهُم للجهاد: (لا تقتلوا شيخا فانيا ولا طفلا ولا صغيرا ولا امرأة ولا تَغُلُّوا، وأصلِحوا وأَحْسِنوا إن الله يحب المحسنين) وقد أجمعَ العلماءُ على القول بهذا، كما قال ابن عبد الأبرَّ، إن شريعةَ الله بريئةٌ من قومٍ يستغلُّون براءةَ الشباب والإحباط الذي يعيشونه، فيتصيَّدونهم، ويختطفونهم من آبائهم، ليُزَجُّوا بهم حَطَباً في معارك لا يعرفون غايتها، لافتا في هذا السياق إنَّ من القواعد المتفق عليها عند أهل السُّنة أنَّ المكلَّفَ لا يَجوز له أنْ يُقْدِمَ على فعلٍ حتى يعلم حُكْمَ الله فيه، فليس الجهادُ مجرَّدَ حَمْلٍ للسلاح ولا إلقاءٍ بالنفس إلى التَّهلكةِ، فَلْيَتَّقِ اللهَ كلُّ مَن ذهب لبعض الدول أو لغيرها، ولْيَتعلَّم أحكام الجهاد، ليعرف متى يجوز ومتى يجب، ومتى يحرم عليه الذهاب، وإلا فقد يكون آلةً لحربِ الإسلام من حيثُ يدري أو لا يَدري.