أيديولوجية الغدر لدى تنظيم القاعدة!

لن يتوقف غدر تنظيم القاعدة اليمني عن تصدير خطوطه الممتدة لعمليات إرهابية محتملة، ليس -فقط- داخل الحدود اليمني، ولكن في العالم -ككل-، من أجل تحقيق أهدافه، الذي بات يشكل تهديداً حقيقياً ليس لدولة اليمن -وحدها-، وإنما لمحيطها الإقليمي والدولي -على حد سواء-.

حادثة الاعتداء الإرهابي على منفذ الوديعة الحدودي -التابع لمحافظة شرورة بمنطقة نجران-، جاءت نتيجة اعتقاد التنظيم بقدرته على تنفيذ عمليات داخل العمق السعودي، وتوسيع نطاقها، وتأكيده على فرض نفسه كلاعب رئيس لا يستهان به في المرحلة الحالية، والوصول إلى أهداف إستراتيجية، وذلك عن طريق استخدام أسلوب حرب العصابات.

عند التحليل، فإن أدبيات الفكر القاعدي يستند إلى الفكر التدميري، والكفاح المسلح، وفرض رؤاه الخاصة على كل من يخالفه بالعنف، والقوة المادية، -باعتبار- أنه يمتلك ميراثاً أيديولوجياً مغلوطاً، لكنه يحاول نشره عبر دوائر جديدة؛ من أجل إقامة إمارة إسلامية، والدخول -بعد ذلك- في مشروع إقامة الخلافة، أو الإمامة الكبرى، بحسب أدبيات الخوارج، عندما تستهدف الأنظمة القائمة -أولاً-، ثم باستهداف النظام العالمي الداعم لتلك الأنظمة.

في سياق مواز، فقد كان تنظيم القاعدة اليمني رمزاً للإرهاب الدولي، كونه أكثر مرونة من بين فروع تنظيم القاعدة الإقليمية في العالم، وما ذلك إلا بسبب رؤيته الأيديولوجية، ونهجه الإستراتيجي، وتمكنه من تطوير أدائه التنظيمي، باعتباره أنموذجاً لحرب العصابات الجهادية في العالم، الذي يمثل حجر الزاوية في هذه المعادلة.

ولعودة الأمور إلى نصابها الصحيح، فإن تنظيم القاعدة في اليمن، لن يستطيع تحقيق أهدافه على أراضي الغير، حتى وإن تميز اليمن بعناصر جذب للنشاط القاعدي، بوصفه ملاذاً آمنا. فالتنظيم يعيش في أضعف مراحله، -سواء- في اليمن، أو حتى على -المستويين- الإقليمي، والدولي، وافتقاده لبيئة التجنيد، والاستقطاب، والانتشار. -وعليه- فإن الفعل الإيجابي، والأكثر نفعاً، يستوجب عزل تنظيم القاعدة عن البيئة الحاضنة له، وتضييق الخناق بشكل كامل على مقاتلي التنظيم. وهذا المطلب يستدعي غطاء إقليمياً، ودولياً، من أجل تصحيح السياسات الخاطئة على أرض الواقع، وحتى نكسب معركتنا مع هكذا تنظيمات إرهابية، ونستطيع قطع الأيادي الآثمة، والممتدة، -سواء- كانت إقليمية، أو دولية، والتي تريد خوض حرب بالوكالة على الأراضي السعودية.