تغريدة واحدة بخصم - ريالين - عن كل هدف يتم تسجيله في مباراة البرازيل وألمانيا كانت أسرع انتشارا من أي إعلان فضائي، نتيجة المباراة تعني خصم 16 ريالا لكل وجبة، وهو سعر مغر، وإعلان مجاني بتناقل الخبر عبر وسائل الإعلام, وصور السعوديين وهم يتزاحمون للاستفادة من العرض -شبه المجاني-!.
المسألة ليست في التخفيض وحده، فقد يكون لخسارة البرازيل بـ7 مقابل هدف واحد في عقر دارها وفي نصف النهائي من ألمانيا، وقع في نفوس السعوديين، فعلى ذمة نشرات الأخبار الرياضية الأجنبية (من يريد أن يتحدث عن خسارة السعودية صفر- 8 أمام ألمانيا في مونديال 2002 فعليه أن يصمت للأبد بعد كارثة البرازيل)، الصحافة العالمية طوال اليومين الماضيين تعلق: خسارة البرازيل (البلد المضيف) وصاحب الرقم القياسي بعدد المرات فوزاً بكأس العالم (5 مرات) وفي نصف النهائي هي الكارثة المذلة بعينها، وهذا قد يرفع الحرج عن هزيمة السعودية عام 2002م !.
نعود لصاحب المطعم السعودي الذي تعامل بذكاء مع الموقف، وإن لم يكن يعلم بالنتيجة مسبقاً، وهذا يدل على أهمية صناعة الإعلان بأدوات وأفكار بسيطة!.
هناك إعلان مصري -لمشروب غازي- حقق نجاحاً كبيراً، لأنه تم تقديمه بذكاء شديد، عبر جمع قدماء الإعلاميين والفنانين المصريين من الشخصيات المحبوبة على طاولة واحدة وهم يتناولون المشروب الغازي، مما حرك العاطفة لدى المصريين، لتذكر أعمال هؤلاء النجوم ليحقق الإعلان نجاحاً وانتشاراً واسعاً، ويحقق المركز الأول على تويتر!.
صناعة الفواصل التليفزيونية والإعلانية باتت علامة تنافس بين القنوات الفضائية، سواء من ناحية الإخراج أو من ناحية الأفكار، حتى إن هناك مدارس مختلفة تعتمد لتنفيذ وترجمة الأفكار، التي تناسب هوية وشخصية كل محطة، خصوصاً في الشهر المبارك!.
بكل تأكيد الإعلانات التجارية تأثرت بسبب انخفاض المشاهدة لظروف مباريات كأس العالم، ومن الطبيعي أن النصف الثاني من شهر رمضان يشهد تفرغاً كاملا للعبادة لظروف صلاة التهجد والقيام، وهذا يعني فعلياً أن الجزء الأكبر من -كعكة الإعلان- طارت هذا العام؟!.
وهذا ما جعل بعض القنوات الخليجية تستثمر مساحات -الفواصل غير الإعلانية- لتحويلها إلى فواصل بث القيم الرمضانية، وتعزيز الهوية الوطنية، ونشر ثقافة التبرع، والتسامح.. إلخ!.
رب ضارة نافعة، فمن يدري لربما المنافسة القادمة بين الفضائيات تتحول لهذه المساحة، برعاية الوزارات والجمعيات الخيرية؟!.
وعلى دروب الخير نلتقي.