الإنسان كائن اجتماعي لا يستطيع العيش بمفرده، فهو بحاجة إلى بني جنسه من أجل توفير أسباب العيش وليشعر بالطمأنينة والأمن والاستقرار.
ومتى ما تفاعل الفرد مع من حوله وشاركهم أفراحهم وأحزانهم كان الأنس والسرور. ولكن لطبيعة البشر كان للخلاف والنزاعات حضور.
فتقع الخصومات وقد يحدث الهجران وفي هذه الأحوال يكون للشيطان مكائده.
لذا نرى كم من علاقات قُطعت وكم من عقود فُسخت وكم من مودة تلاشت وحل الكره والحقد لها بديلاً.
نسمع بين فينة وأخرى عمن لم ير إخوته لشهور وعن آخر لا يذكر من قرابته إلا الأسماء أما الملامح فلا يذكرها لطول فترة الغياب.
كل هذا من أجل نزاع وخصومة لم يبادروا بعدها إلى العفو والصفح.
فلنتجاوز عن أخطاء غيرنا ولنطهر ذواتنا ونسمو بترك التأنيب، ولنتذكر ما أعده الله من أجر فقد قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِذَا وَقَفَ الْعِبَادُ لِلْحِسَابِ يُنَادِي مُنَادٍ: لِيَقُمْ مَنْ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ فَلْيَدْخُلِ الْجَنَّةَ، ثُمَّ نَادَى الثَّانِيةَ: لِيَقُمْ مَنْ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ»، قَالُوا: وَمَنْ ذَا الَّذِي أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ؟ قَالَ: «الْعَافُونَ عَنِ النَّاسِ، فَقَامَ كَذَا وَكَذَا أَلْفًا، فَدَخَلُوا الْجَنَّةَ بِغَيرِ حِسَابٍ .
ونحن اليوم في شهر الخير والفضل شهر العفو والعتق من النيران، فلنجعلها فرصة نبادر فيها إلى الصفح والعفو.
وقد سأل الصحابي الجليل ابن مسعود - رضي الله عنه -: (كيف كنتم تسقبلون شهر رمضان؟ قال: ما كان أحدنا يجرؤ أن يستقبل الهلال وفي قلبه مثقال ذرة حقد على أخيه المسلم).
دمتم بخير..