تخضع أو بالأصح (تُخضعُ) كثير من شوارع وطرقات مدننا ومحافظاتنا لعمليات جراحية كثيرة منها: شق بطونها وتقطيع أوصالها، إضافة إلى عمليات فتق ورتق، وقصّ ولصق، وأما جراحات التجميل التي تُجرى لشوارعنا فحدّث عنها ولا حرج، فلا تكاد تصحو تلك الشوارع من عملية إلا وتُخضع لأخرى. ولا تسلْ عن حال شوارعنا بعد إجراء تلك العمليات، إنها في حالة يرثى لها، نتوءات وارتفاعات وانخفاضات ومطبات، وقد تنكشف حالها عندما تنزل الأمطار زخات. ما الذي يمنع الجهات الخدمية أن تتفق على خطة عمل موحّدة توصل من خلالها خدمات الكهرباء والهاتف والإنترنت، والمياه والصرف الصحي في مدة محددة ووقت محدود، فيكون في ذلك اختصار للوقت والجهد، وراحة للمواطن.
من المناظر المألوفة في شوارعنا أنك ترى شركة مقاولات تفرش طبقة جديدة من الأسفلت، وترى شركة أخرى قد حضرت بمعداتها الثقيلة لتكسّر وربما لتزيل أجزاء من ذلك الأسفلت، لماذا لا يتم التنسيق بين إدارات الطرق والأمانات والبلديات في مدننا ومحافظاتنا لكي تختفي تلك السلبيات والمفارقات العجيبة من شوارعنا التي يبدو بعضها سليماً معافى لم يُخضع لمباضع (معدات) الجراحين (المقاولين) بعد.