يحتفل بعض أهالي المنطقة الشرقية بمناسبة شعبية تسمى «القرقيعان» التي تنطلق فعاليات الاحتفال بها ليلة 15 من رمضان.
وقال المواطن سعود البوفلاسه، لـ«الجزيرة» أن هذه المناسبة يتم الاستعداد لها في أوقات سابقة، وذلك من خلال شراء المكسرات والحلويات والأكياس الخاصة التي يتم فيها وضع القريعان، وأيضاً تفصيل الجلابيات والملابس الشعبية الخاصة بتلك المناسبة منها ما يسمى «البخنق» ذات الطابع الخليجي فضلاً عن تجمع الأصدقاء والأقارب والاستمتاع بتجول الأطفال بين الحواري مرددين الأهازيج ومنها «قرنقاعوه قرقيعوه.. عطونا الله يعطيكم.. بيت مكة يوديكم... يوديكم لأهاليكم» يتخلل ذلك الدعاء لأهل البيت الذي يزورنه بطول العمر وسعة الرزق».
أما المواطن عبدالله العميري فقال: إن هذه الليلة ليلة فرح وسرور ينتظرها الأهالي والأطفال بفارغ الصبر ولكن هناك ما يكون عائقاً لاكتمالها في بعض الأحيان، وهي المغالاة في تفصيل الملابس التي تصل في بعض الأحيان إلى 500 ريال وأكثر للطفلة. وهذا بلا شك يشكل عبئاً كبيراً لكونه مصروفاً آخر يضاف إلى مصروفات العيد، ناهيك عن أن الأمر تعدى حتى أصبحت النساء تشارك في هذه المناسبة بتفصيل الجلابيات والملابس الشعبية وهو أيضاً عبء كبير على بعض الأسر التي تضطر أن تشارك في هذه المناسبة الاجتماعية مجاراة للمجتمع فضلا عن زخرفة الأكياس واختيار أفضل الحلويات والمكسرات، في حين تعد هذه المناسبة مكسباً كبيراً لمحال الخياطة ولمحال بيع الحلويات وتجارة رابحة تعود عليها بالنفع الكبير.
وتحدثت أم رازان وقالت: أنا مع القرقعان لأن فيه فرحة وبهجة للأطفال والكبار وتجمع للأهل وإحياء للتراث بالملابس والعادات الشعبية وهذا جميل ولكن ضده إذا وصل حد الإسراف غير المحمود والبذخ، مبينة أن هناك من يقوم باستئجار مكان كاستراحة وبمبالغ باهظة تفوق ستة آلاف ريال للاحتفال بتلك الليلة. وتحدثت أم محمد وقالت: إن إقامة حفلات «القرنقعوه» التي يصحبها أغان حقيقة تجرح الصيام واستخفاف بشهر الصوم الذي يضاعف فيه أجر كل فريضة ونسك وعبادة، ولكن إذا اقتصر على التجمعات العائلية كباراً وأطفالاً وفيه ما لذ وطاب من أنواع الطعام ولبس الملابس المعقولة، لا مانع لكونه يعم الفرح والسرور ويسعد الكبار والصغار نظراً لندرة اجتماع الأقارب في هذا الزمان، ويكون عاملاً للتواصل واللقاء الأسري.
من جهته تحدث لـ«الجزيرة» المستشار التربوي والأسري الدكتور عادل البعيجان، وقال: القرقيعان أولاً بحسب قول أهل العلم فيه محظور شرعي، ولكن يظل القرقيعان فرحة وابتسامة وتجمع للأطفال وبراءة في العرض والطلب، فيه ألفة ومحبة وفيه تسقط الفروق بين الناس، ولكن لما دخل الكبار بأفكار المنافسات أفقدتها طعمها وبريقها بدل الحركة الطبيعية والبريئة حتى أصبحت بروتوكولات تنظيمية، ولذلك الآن نجد الكبار هم الذين يتكلمون بالقرقيعان بينما فقدت الطفولة ذكرياتها الجميلة ولم يعد القرقيعان يشكل أي هاجس لهم خصوصاً مع دخول الأجهزة الذكية.
وعن هذه المناسبة والاحتفال بها أفتت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء بأن الاحتفال في ليلة الخامس عشر من رمضان أو في غيرها بمناسبة ما يسمى مهرجان القرقيعان بدعة لا أصل لها في الإسلام (وكل بدعة ضلالة) فيجب تركها والتحذير منها ولا تجوز إقامتها في أي مكان لا في المدارس ولا في المؤسسات أو غيرها، والمشروع في ليالي رمضان بعد العناية بالفرائض الاجتهاد بالقيام وتلاوة القرآن والدعاء.