اتضح وصار أمراً مألوفاً لدى الممارسين للعمل التربوي والتعليمي من الجنسين مدى ظهور الكثير من الظواهر السلبية بين الطلاب والطالبات وأثرها الجلي على فكرهم وسلوكهم وتحصيلهم الدراسي مما يجعل المعنيين بتلك المدارس الممثلين في تخصص الإرشاد والتوجيه الطلابي يدرسون أسباب تلك الظواهر ووضع الحلول التربوية لعلاجها، ونظراً لتفاقم العديد من الظواهر وتشعبها بسبب ثورة التقنية الحديثة والصعوبات الكبيرة في علاج العديد منها، وتأتي مدارس البنات بمراحلها الثلاث إحدى البيئات التعليمية التي ظهرت فيها ظواهر عدة من أبرزها ظاهرة الإعجاب بين الطالبات مع بعضهن، مما ساهم في ظهور ما يُسمى بـ(البوية)، ونظراً لكون تلك الظاهرة مقزّزة لكونها تتصادم مع الفطرة السوية والعقول السليمة مما يجعل المدارس مطالبة ببذل جهود كبيرة لتقصي الأسباب الحقيقية وراء بروز الظاهرة السلبية مع وضع حلول عصرية تتناسب مع روح العصر واحتياجاته وتفعيل شراكة مع جمعيات العناية بالأسرة وإيجاد منظومة عمل بين المؤسسة التربوية والجمعيات التي تعنى بالأسرة والإصلاح الأسري ونشر البرامج التي تسهم في تسوية المشكلات والخلافات الأسرية من خلال المدارس حتى تكون المدرسة ذات حضور ملموس ومجد على مستوى المجتمع بأكمله الذي ينتظر من المدارس تعددية الأدوار وعدم حصرها في نيل وثيقة أو الحصول على معلومة أو معرفة مهارة أو غيرها. فهل تبادر الوزارة مشكورة في مد يد التعاون مع المؤسسات الأسرية والاجتماعية حتى يكون العمل التربوي ضمن منظومات متكاملة تسهم في بناء الفرد وتنميته بما يتناسب مع رسالة التعليم وأهدافها السامية.