الأكيد أن مونديال 2014 حمل من الدروس والعبر ما يجعلها نبراساً لمن ينشد التطور ولمن يريد أن يعرف معنى كرة القدم وأيضاً لمن يعتقد أن (الفيفا) وهو أعلى منظمة كروية بالعالم نزيه لدرجة الكمال الخيالي..!!
قدّم لونيل ميسي كابتن منتخب الأرجنتين مستويات عادية جداً بالنظر إلى تاريخه مع برشلونة وبطولاته هناك ومع ذلك أعطاه (الفيفا) جائزة أفضل لاعب بالمونديال في مجاملة فجّة، فهناك من حفر الصخر بمستوياته الفنية وقدَّم أفضل من ميسي لكن شركات التسويق والمزاجية ومجاملة الخاسر الأرجنتيني أعطت جائزة تاريخية لمن لا يستحق، وهنا علينا أن لا نتخذ من (الفيفا) أنموذجاً أو ملاذاً حكيماً عند استدلالاتنا..!!
مدرب أبطال كأس العالم الألماني يواكيم لوف بدأ مشواره التدريبي كمدرب لفئة الشباب بنادي فينترتور الألماني عام 1994م (عام تألق السعودية بكأس العالم) تنقّل بعدها ليصبح مدرباً لشتوتغارت ثم عاد ليدرب كارلسروهه وهبط معه للدرجة الثالثة وتمت إقالته..!! عام 2002م كان لوف عاطلاً عن العمل ..!! درب أوستريا فيينا (2003م -2004).. عام 2004م اختاره كلينسمان مدرب ألمانيا للعمل معه كمساعد فانفتحت له أبواب السماء..!!
في 12 يوليو 2006، وفي أعقاب قرار يورغن كلينسمان عدم تجديد عقده، تم تعيين يواخيم لوف مدرباً جديداً لمنتخب ألمانيا فحقق نتائج جيدة ووصل مع ألمانيا لنهائي بطولة الأمم الأوروبية في 29 يونيو 2008 لكنه خسر أمام إسبانيا بهدف وحيد.
حقق المركز الثالث لألمانيا بكأس العالم 2010م بجنوب إفريقيا. صبر عليه الألمان حتى حقق كأس العالم بالبرازيل 2014م..
من مدرب عاطل لمدرب يحمل كأس العالم..!! إنه الإصرار.. الرؤية.. التحدي.. أيضاً التدرج العملي ..!
كل أجيالنا السعودية التي لعبت أربع مرات بكأس العالم لم تنجب مدرباً واحداً وطنياً (عدا تجربة الجابر وهي تجربة لم تكتمل ..!!)
العيب مشترك بين الأندية والمؤسسة الرياضية وكذلك المدربون فشهاداتهم مجرد أوراق للفشخرة..!!
في كأس العالم فاز المنتخب الذي يلعب كمجموعة وسقطت المنتخبات التي تعتمد على نجم واحد كالبرازيل (نيمار) أو الأرجنتين (ميسي) وأداء ألمانيا الجماعي درس عالمي مهم لكل أنديتنا المحلية ومنتخباتنا الوطنية.. لا وجود للنجم الواحد ..!!
في كأس العالم تدخل السياسة بالحدث رغم أنف (الفيفا) فيتم حبك بث منظر للمشجعين الصهاينة وهم يحملون عبارة (سلام) بينما صواريخهم تقتل الأبرياء والأطفال والعجائز بغزة..!!
في كأس العالم يصورون تمثال المسيح لأكثر من مرة ما دخل التمثال بمباراة كرة قدم؟!
في كأس العالم تدخل لخزينة (الفيفا) آلاف الملايين من الدولارات ولا أحد يعرف كيف تصرف وكيف تسهم بنهضة كرة القدم فالحال في كل الدول على ما هو عليه ورائحة الفساد تطل منذ سنوات لكن لا أحد يجرؤ ومن يجرؤ يعرف مصيره..!!
في الأخير يجب أن ندرك أن الكرة أصبحت بنظر (الفيفا) هي مجرد كنز مالي وسياسي.. وكم أضحكني منظر بلاتر وهو يتوسل لأمين عام (الفيفا) جيروم فالكه ليعطيه الكأس ليسلّمه لرئيسة البرازيل قبل أن تسلّمه لكابتن ألمانيا فليب لام..
الدول هي سبب نجاح كل التظاهرات الكروية وليس (الفيفا) الذي سكت عن جرائم بيع التذاكر بالسوق السوداء وأهمل الجانب الأمني بالبرازيل وتغاضى عن الاستقرار النفسي للمشجعين وضيوف البطولة فقط من أجل خاطر الجشع المادي..!!
استمرار حزب بلاتر لولاية خامسة هو بمثابة الجريمة الكروية فـ(الفيفا) يحتاج الآن إلى نفس جيد ورؤية جديدة وخطط أكثر وصولاً لكل المجتمعات.. السؤال: هل تقبل عصابة المستفيدين من الرعايات والعقود..؟!
قبل الطبع:
لن يشكرك الأعمى على مرآة تعطيها له..!!