مونديال روسيا ليس مزحة!..

يوم الأحد الماضي انتهت بطولة كأس العالم لكرة القدم في البرازيل بفوز منتخب (المانشافت) القوي الذي استحق اللقب بجدارة؛ ليضيف المنتخب الألماني نجمة رابعة إلى صدر قميص لاعبيه في المشاركات والبطولات التي يخوضها.

بانتهاء البطولة العشرين تتجه الأنظار إلى البلد التالي الذي سينظم البطولة في نسختها الحادية والعشرين عام 2018م، التي ستكون هناك في روسيا، وقد كان من مظاهر ختام بطولة البرازيل تسليم علم (راية) تنظيم البطولة لموسكو، بعد أن حضر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خصيصاً لهذه المهمة.

مهمة تنظيم بطولة كأس العالم الحادية والعشرين بدأت روسيا الاستعداد لها منذ إعلان فوزها في التصويت الذي جرى عام 2010م، وهي منذ ذلك التاريخ تقدم أرقاماً عن خطوات العمل والتجهيز للبطولة، وتعهدت بأن تكون كل الأمور جاهزة بحلول عام 2017م بعد أن تكون هيأت (12) ملعباً لاستضافة المباريات، ثمانية منها ستكون ملاعب جديدة تُنشأ خصيصاً للبطولة، وأربعة يتم تحديثها. والموعد المحدد لانتهاء الملاعب يتزامن مع إقامة بطولة القارات التي سيتم فيها تجربة الاستضافة وبعض الملاعب على النحو الذي اعتاده الفيفا في السنوات الأخيرة؛ لتكون بمنزلة (اختبار) قبل انطلاقة البطولة الأهم. لا يتوقع أن تواجه روسيا مثل بعض المصاعب التي واجهتها البرازيل قبل أثناء الاستضافة و(الرفض) شبه الشعبي لأسباب ليست رياضية، ويتضح ذلك من أن موسكو خصصت رسمياً (20) مليار دولار للاستضافة دون أن تواجه رفضاً أو اعتراضاً، غير أنها قد تواجه مخاوف أخرى قد تكون خارجية من نحو ملفات العنصرية وحقوق الإنسان، وربما يؤثر (صراع) الانفصاليين القائم حالياً مع أوكرانيا، في ظل حرص وسعي وتوقع وصول الأخيرة إلى البطولة لأهمية ذلك على الصعيد الرياضي والشعبي والسياسي أيضاً.

تسليم راية التنظيم لموسكو يعني أن (العد التنازلي) للبطولة الحادية والعشرين قد بدأ في روسيا من جميع النواحي، بدأ لدى الفيفا من نواحي المراقبة والمتابعة والتفتيش والملاحظات والتعليمات، التي يقودها شخصياً السيد جوزيف بلاتر رئيس الفيفا، بدأها عندما قال بعد تسليم الراية. إن البطولة قد لا تحتاج إلى 12 ملعباً، والفيفا سينظر في ذلك.

والصحيح أن العد التنازلي للبطولة قد بدأ في كل العالم المهتم باللعبة، والمقدر لها وضعها ومكانتها وتأثيرها ودورها وحضاريتها، وبدأت خطوات التجهيز والإعداد للمشاركة في البطولة القادمة، خاصة بعد الأثر الكبير الذي تركه تنظيم (بلد الكرة) البرازيل للنسخة الأخيرة، وانعكاساتها على صعيد الاهتمام والإعلام والحضور والسياحة والاقتصاد.

من تأكيدات هذا القول ما قاله الألمان من أنهم سيحتفلون بالبطولة خمسة أسابيع فقط، ومن ثم سيبدؤون العمل من أجل البطولة القادمة، للحفاظ على اللقب. ومثل هذا القول (ليس للاستهلاك)؛ فالألمان دائماً عمليون وجادون، وعملهم يقوم على التخطيط وليس المصادفة؛ ولذلك فأتوقع أنهم أول من يرفع شعار (مونديال روسيا ليس مزحة)!

كلام مشفر

* أول ما وجده المنتخب الروسي العائد من مونديال البرازيل (مواجهة) ساخنة على الصعيد الشعبي والرسمي، ليس عن المشاركة (السيئة) في البطولة التي لم يفز فيها في أي مباراة بعد خسارة وتعادلين في مجموعة كانت مواتية، وودع مبكراً.

* إنما المواجهة كانت كيف سيكون ويستعد للبطولة القادمة، وكان من ذلك أن مجلس النواب الروسي (الدوما) سينظم جلسة (استماع) لمدرب المنتخب الإيطالي (فابيو كابلو) لمعرفة كيف وما هي خطط تطوير المنتخب وتحسين أدائه في البطولة التي سيستضيفها بعد أربع سنوات.

* الطبيعي ألا تكون بطولة روسيا (مزحة) لكل دول العالم المهتمة بكرة القدم والحضارة والحضور الرياضي الكبير، ليس فقط الدول الـ 32 التي كانت في برازيليا، وإنما قبلها تلك التي لم تحضر في برازيليا، من التي سبق أن (تذوقت) حلاوة وطعم، وعرفت مكانة وقيمة الذهاب والمشاركة في المونديال.

* وهي دول كثيرة، أتوقع أن تكون أكثر حرصاً على الوجود في موسكو، وأكثر إدراكاً أن (مونديال روسيا ليس مزحة)، وأن تكون بدأت الاستعداد للبطولة والمشاركة والحضور، ليس من اللحظة التي سلمت فيها الرئيسة ديلمار روسيف راية التنظيم، وإنما من العام الذي فشلت فيه تلك المنتخبات في الحصول على مقعد للمشاركة عبر منافساتها القارية.

* ماريو جوتزي المهاجم الألماني (البديل) صاحب هدف الفوز القاتل في مباراة نهائي كأس العالم أمام الأرجنتين تحول إلى بطل قومي في بلاده، وأشهر اسم في العالم سيتردد اسمه طوال السنوات القادمة عند الحديث عن البطولة حتى إقامة نسختها القادمة. للمعلومية، جوتزي يبلغ من العمر 22 ربيعاً فقط.