أشرت في المقال السابق إلى أن المجتمع كان يعتقد أن الجامعات قد تجاوزت مشكلة القبول, لكنها عادت إلى نقطة الصفر وأطلت من جديد علينا أزمة القبول ومشكلة المقاعد, هذا العام عادت التجمعات أمام أبواب بعض من مديري الجامعات تزامناً مع القبول الموحد الذي لم يحقق رغبات الطلاب، كذلك هناك جامعات لم تستوعب المتقدمين لها، إذن ما جدوى ما قدمته الدولة للجامعات من أموال ضخمة وقرارات حاسمة وعاجلة، قدمها الملك عبدالله يحفظه الله خلال العشر سنوات الماضية وما زال جاءت على النحو التالي:
زيادة عدد الجامعات الحكومية والأهلية إلى (38) جامعة و(36) كلية أهلية.
ضخت الدولة مليارات الريالات ميزانيات سنوية.
وصل برنامج للابتعاث الخارجي للجامعات العالمية إلى (200) ألف طالب وطالبة.
إنشاء برنامج المنح الداخلية في جامعات وكليات الداخل الأهلية تتكفل الدولة بدفع رسوم الدراسة.
إنشاء لكل جامعة حكومية مدينة جامعية أو أكثر للطلاب والطالبات.
إنشاء مجمعات جامعية في المحافظات، تشكل نواة لجامعات المستقبل.
إنشاء أكثر من (163) كلية جديدة عاجلة للبنات بجميع محافظات المملكة، مشروعاً مستقلاً عن المدن الجامعية.
إنشاء (22) مستشفى جامعي تعليمي جديدة.
مقابل هذا العطاء المالي والإداري, نرى الطلاب يستجدون القبول على أبواب بعض مديري الجامعات ومعهم أولياء أمورهم الآباء والأمهات يبحثون عن مقعد، وتخصص يناسب سوق العمل، يبحثون عن كلية تناسب مؤهلاتهم العلمية التي تحصلوا عيها من المرحلة الثانوية واختبارات القياس وحتى اختبارات السنة التحضيرية, لماذا أذلل الطالب بالصورة التي نراها حين يعجز الطالب أو تفشل الجامعة أن توفر له مقعداً يتناسب مع مؤهلاته، يعجز الطالب في الوصول إلى حقه في الدخول في التخصص الذي يناسب درجاته قبل أن تتدخل الجامعات و(تلعب) لعبة المعايير ترفعها إلى سقفها الأعلى في: مسار العلوم الصحية والأسنان والعلوم الطبية التطبيقية والهندسة والحاسب والقانون. لتجعل الطلاب يتكدسون في ممرات مدير الجامعة ينكسرون ويستجدون للدخول إلى تخصصات المهن.
بعض مديري الجامعات ما زالوا رغم أن الجامعات هي بيت الخبرة وبيت التقنية وتعمل بنظام القبول الموحد ما زال بعضهم يستقبل الطلاب بشكل استعراضي وإعلامي لقائه بالمراجعين أشبه بمظهر (الإعاشة) وتوزيع المؤن والكسوة فهل هذه جامعات النخب المتعلمة والمثقفة. لذا من حق المجتمع يسأل:
أين ذهبت المليارات التي صرفت على الجامعات خلال العشر سنوات الماضية؟
وأين الأموال التي صرفت على التقنية وبرامجها لتحويل عمل الجامعات إلى الإدارة الإلكترونية؟
الطالب السعودي يراسل جامعات العالم من منزله ويحصل على القبول دون الحاجة إلى السفر واستعطاف مدير الجامعة وفريق القبول. فهل أعادنا بعض مـديري الجامعات إلى زمن الوساطات والتوصيات والشفاعات والقوائم الخاصة وأبناء الأقارب والأصدقاء ورفقاء الدراسة ومعارف القرية.