لا تدرس وزارة التربية والتعليم مقررا للتربية الفنية؛ في مدارس البنين بالمرحلة الثانوية؛ وغابت الأعمال والأشغال الفنية عن طلابها؛ وكأن المخطط يريد الاتكيت والذوق والفن والرسم وعلاج النفس بالألوان حصرا على البنات فقط.
التحدث للمسؤول التربوي بكل صراحة ووضوح ومباشرة عن هذا الواقع؛ أعتقد أنه من أهم الواجبات التربوية.
لا بركة في التربويين إذا ستروا الحال بالمجاملة وسكتوا عن متطلبات التنمية والتأهيل ودعم الطلاب بالمهارات المتنوعة؛ بل وإشعار الجميع بأهمية التربية والأشغال الفنية لطلاب المرحلة الثانوية.
كانت مدارسنا تهتم بالرياضة بكل أنواعها؛ وأتذكر أدوات الجمباز والرياضة الحركية؛ ولكن اليوم لا تكاد تجد سوى كرة القدم؛ وملاعب غير مؤهلة؛ في نسبة من مدارسنا.
وأقول نسبة؛ ولن أجزم بارتفاع النسبة ولا انخفاضها فيما يتعلق مثلا بتوفير أدوات الجمباز والملاعب المتكاملة؛ ولا بواقع توفير الخشب والألوان؛ والمطارق والمخارط وأدوات الفن التشكيلي والحرف اليدوية والحفر الفني ونحوها؛ لأن التخرص والتخمين في المجال عمل غير مسؤول.
يبحث المسؤول عن النشاط في مشاريع التعاون والتطوع؛ ولكنه غافل عن الواجب داخل المدارس؛ فلا مطرقة ولا مسمار ولا منشار ولا ألواح ولا صنفرة ولا قماش للأعمال الفنية في المرحلة الثانوية.
كيف يتذوق الطالب التطوع وهو مخشب ومحبوس من أجل مقررات نظرية فقط؟!
لماذا تقتل التربية الفنية؛ ونغرد في التخصص الإداري والأدبي والطبيعي؛ أو العلمي وغيره فقط؟!
أين التخصص الفني والاهتمام بالأنشطة التقنية والفنية؟!
لماذا لا تحضر وزارة التربية والتعليم؛ لأضخم معرض على مستوى المملكة؛ وطلب حضور كافة المعلمين المتخصصين بالتربية الفنية؛ وتسألهم عن همومهم ومشاعرهم وذوقهم؛ وعن مشاركاتهم؛ وتدرس معهم كيفية دعم وتعزيز التربية الفنية والأشغال في المدارس الثانوية؛ بل وبقية المراحل؟!
عندما نهتم بالتربية الفنية وندعم الطالب التشكيلي على سبيل المثال؛ فمستقبل هذا الطالب رائع؛ وسيحصل على عمل مهني يدر عليه الملايين؛ وليس هذا فحسب؛ بل سيكون هو ومجموعته من الطلاب قاعدة أساسية للإنتاج والتصدير أيضا؛ ومنافسة المستوردات من الأعمال التشكيلية ونحوها؛ بل والاستعداد التام للانخراط في مهن الديكور وتزيين المنازل والمشاريع.
ومن يقصر الفن على الحرف اليدوية المختلفة؛ لا يدرك الواقع ولا الواجب عليه؛ فهناك التشكيل الالكتروني والرسم عبر الحاسب ومهارات الفن بالبرامج والوسائل الحاسوبية؛ والتي تظهر عبر شاشة التلفزيون وفي أدوات ووسائل الإعلان.
بل الغريب هو عدم استثمار المعلمين السعوديين في رسوم المقررات المدرسية والاعتماد على الأجنبي والوافد.
أتمنى مشاهدة أسماء سعودية في صناعة كل مقرر وكل كراسة نشاط مدرسية.
من يعلق الجرس؟!
هذا دور المخطط التعليمي والتربوي؛ فنحن نملك موارد بشرية تستحق التقديم والاستثمار؛ ولها حق المشاركة والدعم الدائم؛ وهم بعض الموارد البشرية التربوية؛ وهذا هو استثمار المعرفة حقيقة.
نسمع باستثمار المعرفة ونتجاهل طلاب الثانوية في التربية الفنية؛ وهذا من العجائب.