للقرآن سحر في جذب النفوس، وله بصمة في البيان والتأثير على المخلوقات، وتأثير هذا الكتاب لم يقتصر على الناس بل امتد إلى غيرهم.. تأمل معي، ثم فكر واستنتج..
* القرآن يهابه أهل الكتاب..
ولَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ* وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْع .
وكما في قصة النجاشي لما قرأ جعفر بن أبي طالب عليه فواتح سورة مريم كيف دمعت عيناه؟
* الكفار هابوه..
قصص كثيرة للكفار وتأثرهم بالقرآن، ومنها أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان عند الكعبة وحوله أشراف قريش فقرأ سورة النجم، ولما وصل آخرها عند موضع السجدة سجد وسجد معه المسلمون وسجد معهم كفار قريش!
وفي قصة الوليد بن المغيرة.. لما سمع القرآن وتأثر به، طلب منه أبو جهل أن يسب القرآن فقال الوليد: وماذا أقول فيه إن له لحلاوة وإن عليه لطلاوة وإن أعلاه لمثمر وإن أسفله لمغدق وأنه يعلو وما يعلى عليه!!، لكن للأسف لم يستفد من هذا التأثر وعاكسه نزولاً عند رغبة قومه ثم سب القرآن بقوله: إنه سحر وقول البشر.
* حتى الجن يتأثرون..
حينما منع الجن من استراق السمع من السماء بحثوا عن السبب، فوجدوا الرسول الكريم يصلي بأصحابه الفجر بالقرب من سوق عكاظ فاستمعوا للقرآن وآمنوا به.. وقالوا لقومهم: إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآناً عَجَباً . يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآَمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا .
* الجمادات تتأثر..
لم يصل تأثير القرآن على البشر بل حتى الجمادات فالله تعالى أخبر أنه لو أنزل هذا القرآن على جبل لتشقق الجبل..
لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ .
هذه شواهد فقط وإلا فالمقام يطول في عد من تأثر بالقرآن، ويجمع تلك الشواهد والمواقف السابقة هو مدى التأثر وهيبة القرآن حتى على غير المسلمين وعلى غير البشر.
نحن أولى بهذا التأثر وهذه الهيبة، فنحن نقرأ ونسمع القرآن في صلواتنا، فكيف لا نهتز له، ولا تتزلزل قلوبنا وعقولنا له؟
وضعنا اليوم مع القرآن يتمحور في شيئين أولهما: ترك العمل به، ألق نظرة على واقعنا وسلوكنا وتعاملنا يظهر لك بعد المسافة بيننا وبين تعاليم القرآن!
والشيء الآخر هجر تلاوته فلا نتذكره إلا يوم الجمعة أو في رمضان، مع أن الأجهزة الحديثة لربما ساهمت في حضور القرآن فنستطيع تحميل التطبيق ووضعه على الشاشة على أن نعاهد أنفسنا أن نلتزم بورد يومي ونتدبره ونعمل به!