في صلاة التروايح وتحديداً في اليوم الأول من رمضان، وبينما تم فتح مسجد للنساء جديد في حارتنا الصغيرة فقد قررت الذهاب للصلاة فيه بصحبة أختي الكبرى، في ذاك اليوم كان المسلمون فرحين جدا وكأن لا هموم لديهم، الفوانيس تعلق في البيوت، وكانوا يتبادلون التهاني، ويقدمون دعوات الإفطار والسحور، وحينما قمنا بأداء صلاة التراويح شعرت بشعور جميل جدا لم أشعر بمثله من قبل، المصلون، يقفون في صف واحد، أكتافهم متعاضدة ومتلاصقة، كانت أجسادنا على الأرض وأرواحنا تعانق السماء، كانوا بذلك يطهرون أرواحهم ويغسلون قلوبهم، كانوا في صف واحد لا يوجد فرق بين أبيض ولا أسمر لا كبير ولا صغير ولا غني أو فقير، وعند السجود تفتح الكثير الكثير من صناديق الأسرار والأماني والدعاء، كل كان يبوح بكل ما لديه لربه وحده، كان ذلك الشعور مريحاً جداً، كانت تعم أجواء الخشوع والراحة والطمانينة أرجاء المكان، وعند الوتر وعندما بدأ الإمام بالدعاء للمسلمين أجمعين، وكان الناس يرددون خلفه كلمة آمين برجاء وصدق خالِصين، أحسست حينها معنى الإسلام، ومدى اعتزازي به، عرفت ما هي المساواة في الإسلام والإخاء، معنى أن تحب لأخيك ما تحب لنفسك، وكل المعاني المُبهرة التي غرسها فينا الاسلام، ولو كان لي حق بأن أوقف الزمن عند لحظة معينة لا اخترت تلك اللحظات.