سجل مانشستر يونايتد بداية مرعبة في أولى مبارياته الودية التي خاضها في جولته التي يقوم بها الفريق في الولايات المتحدة الأمريكية بقيادة المدرب الهولندي الجديد لويس فان جال، وفي ظل الأهداف السبعة التي دك بها روني ورفاقه حصون مضيفهم لوس أنجلوس جالكسي الأمريكي.. فإن الإعلام الانجليزي بدأ يحذر منافسي اليونايتد من عودة العملاق الأحمر لمكانته الطبيعية في قمة هرم البطولات الانجليزية، ورغم الضعف الذي ظهر عليه المان يونايتد في سوق الانتقالات الكروية مقارنة بمنافسيه.. إلا أن الفريق يسير وفق خطط مدروسة يتم على أساسها تقييم نقاط الضعف ومن ثم العمل على تغطيتها حسب تصريحات نائب رئيس النادي السيد ايد ودوورد.
ايد ودوورد تصدى للاتهامات الإعلامية التي طالت إدارة نادية بالبخل في صرف الأموال من أجل تسجيل تعاقدات كبيرة تعيد النادي لمكانته الطبيعية بقوله عبر تصريحات نشرتها صحيفة «الميرور» الانجليزية أن ناديه سبق وأنفق مبالغ طائلة وضرب الأمثلة في صفقتي مروان فيلايني وخوان ماتا الذي دفعت فيه إدارة مانشستر يونايتد مبلغ (37.5) مليون جنيه إسترليني، وأن اليونايتد يمتلك القدرة المالية على مضاعفة هذا المبلغ لضم نجوم آخرين، ولكنه أكد أن ناديه يسير وفق خطط فنية بالتنسيق مع المدرب فان جال، ويركز على ضم اللاعبين الذين سيستفيد منهم الفريق، وليس مجرد صرف أموال كثيرة لضم لاعب واحد.
أعتقد أن الانجليز يتفوقون في النواحي الإدارية على الإسبان والطليان، وقد ينافسهم الألمان في نجاحاتهم الإدارية لتسيير أمور أنديتهم، ولعل حديث نائب رئيس مانشستر يونايتد السيد ايد ودوورد حينما قال: «لدينا إدارة من الكشافين للنادي تعمل على مدار الـ12 شهراً الماضية لاختيار أفضل العناصر التي يمكن أن نتعاقد معها، ولكن لا يمكنني أن أفرض لاعباً لا يحتاجه المدير الفني لويس فان جال، مانشستر يونايتد لديه من القدرة الشرائية التي تجعله قادرا على التعاقد مع أفضل النجوم، لا نبخل على النادي، بل نسير وفقط خطط محددة». تلك الكلمات تعكس مدى الحرص الإداري على صرف الأموال بعناية كبيرة وبصورة تتوافق مع النواحي الفنية للفريق بالتنسيق مع المدير الفني.
صفقة الظهير الأيسر الشاب لوك شاو (18 عاماً) مقابل 30 مليون جنيه أسترليني تعكس لنا مدى صدق وأمانة إدارة اليونايتد في تأكيداتها على أنهم لا يتعاملون ببخل مع السوق الكروية.. بقدر ما هو تركيز على نجاح العمل الإداري في دعم صفوف النادي، وإضافة لذلك هناك صفقة لاعب الوسط الإسباني الشاب أندير هيريرا (24 عاماً) صانع ألعاب نادي أتليتك بلباو الأسباني، والتي قامت إدارة مانشستر يونايتد بدفع الشرط الجزائي لكسر تعاقده مع ناديه بمبلغ قدره (36 مليون يورو) للفوز بتوقيع اللاعب الموهوب في مركز صناعة اللعب. وهو ما يثبت أيضاً عدم بخل الإدارة ويدعم مصداقيتها في التصدي للاتهامات التي طالتها من قبل بعض وسائل الإعلام.
مانشستر يونايتد عاد بالفعل لأن يكون فريقاً مرعباً لكل الخصوم، ولن ننتظر انطلاقة الموسم لنتأكد من ذلك، فوجود المدرب الهولندي لويس فان جال ومساعديه رايان جيجز وفييل نيفيل.. يعكس لنا القيمة الفنية الكبيرة التي سيظهرها الفريق في قادم الأيام، كما أن تواجد كوكبة النجوم في خط المقدمة والوسط أمثال روبين فان بيرسي، واين روني، وتشيتشاريتو، داني ويلباك، ولويس فالنسيا، وشينجي كاغاوا، ومروان فيلايني، واندير هيريرا، وعدنان يانوزاي، ومايكل كاريك، ولويس ناني، وخوان ماتا. أسماء رنانه قادرة على السير بالفريق نحو القمة التي ينشدها عشاقه.
وبالرغم من كل تلك الإشادات التي تحدثنا عنها إلا أن مانشستر يونايتد في وضعه الحالي سيعاني في الخطوط الخلفية في حال عدم تحركه في السوق الكروية لسد الفراغ الذي خلفه مغادرة كل من القائد نيما فيديتش (المنتقل لانترميلان الايطالي)، وزميله ريو فيردناند (المنتقل لصفوف كارديف سيتي). وللأمانة فإن إدارة الفريق تعمل بجد كبير للفوز بتوقيع المدافع الألماني الصلب ماتس هاميلس قائد بروسيا دورتموند ودفاعات المنتخب الألماني والمطلوب في أكثر من ناد في القارة العجوز، كما أن المدرب فان جال (حسب تأكيدات صحيفة ميرور الانجليزية) طالب إدارة النادي بضم المدافع البلجيكي الدولي توماس فيرمالين من صفوف نادي أرسنال، وقدم اليونايتد مبلغ 10 ملايين جنيه استرليني مدعومة برغبة اللاعب الكبيرة في الخروج من قلعة المدفعجية، إلا أن الصفقة لازالت فوق طاولة المفاوضات. وهو ما يعكس لنا أيضاً تحركات الفريق على تغطية النقص الحاصل في خطوطه الدفاعية.