أوضح رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات شفيق صرصار ان نسبة الإقبال على التسجيل في الانتخابات شهدت تراجعاً ملحوظاً خلال الفترة الجارية من التمديد التي تنتهي أيام العيد، والتي كان قررها المجلس التأسيسي ووافق عليها أغلب ممثلي الأحزاب السياسية المشاركين في آخر جلسة للحوار الوطني. وكان الجميع يأمل في أن تتضاعف أعداد المقبلين على التسجيل بعد أن خيب الإقبال الضعيف للتونسيين على مكاتب التسجيل طيلة شهر كامل، حيث لم يصل العدد الجملي للمسجلين إلى حد اليوم الاثنين إلى المليون تونسي من جملة 8 ملايين معنيين بالانتخابات وفق القانون.
ولكن عزوف التونسيين عن التسجيل في القائمات الانتخابية لم يمنع المتنافسين في «السباق نحو قصر قرطاج» من مواصلة حملاتهم الانتخابية السابقة لأوانها، حيث وصل عددهم إلى 27 مرشحاً بالرغم من صعوبة شروط الترشح وهو رقم مرشح للارتفاع أمام تردد البعض في الإعلان عن نواياهم التقدم لهذه الانتخابات في الوقت الراهن. ووفق القانون المنظم للعملية فإنه يشترط تزكية 10 نواب من المجلس التأسيسي أو 10 آلاف ناخب مع توفير حوالي 8 آلاف دولار أمريكي لكل مترشح.
ويرى الخبراء السياسيون أن هذه الشروط من شأنها أن تفتح الباب أمام دخول المال السياسي لشراء الذمم للشأن السياسي من الباب الكبير وهو ما يستوجب المزيد من اليقظة والحذر من الهيئة المستقلة للانتخابات التي تتولى الإشراف المباشر على العملية الانتخابية برمتها.
من جهة أخرى نفذ الإرهابيون هجوماً غادراً على نقطتين عسكريتين إحداهما بالشمال والأخرى بشرق البلاد وتحديداً في محيط جبل الشعانبي من محافظة القصرين.. وكانت مجموعة مسلحة تتكون من حوالي 40 عنصراً نصبت كمينا قبيل موعد الإطار بدقائق قليلة، لسيارتين عسكريتين إحداهما محملة بالمؤونة الغذائية للجنود المرابطين بجبل ورغة من محافظة الكاف، حيث تمركزت وحدات للجيش في إطار حملة تمشيط ومراقبة واسعة للجبال الحدودية مع الجزائر.. وحصلت اشتباكات بين الطرفين تم تبادل إطلاق الرصاص الحي خلالها، أسفرت عن سقوط ضحيتين في صفوف العسكريين وإصابة حوالي 10 جنود بجروح طفيفة إلى جانب تضرر أحد الشبان المدنيين الذي كان ماراً بمكان المواجهات استوجبت نقلهم جميعاً إلى المستشفى العسكري بالعاصمة لتلقي الإسعافات الضرورية.
وكانت المجموعة الإرهابية التي استهدفت وحدات الجيش الوطني تتألف من ثلاث خلايا، تضمّ كلّ خلية أكثر من 10 أفراد، حيث قامت الخلية الأولى باستهداف سيارة الهامر الأولى التابعة للجيش مما أدى إلى مقتل جندي برصاصة وآخر حرقاً، أما الخلية الثانية فهاجمت سيارة الهامر الثانية التي كانت تحمل المؤونة إلى الوحدة العسكرية القارة بالمنطقة، فيما استهدفت الخلية الثالثة الوحدة العسكرية القارة بهدف منعها من مقاومة الهجوم. وقد تمكن ثلاثة جنود من هذه الوحدة بعد تبادل لإطلاق النار مع العناصر الإرهابية من الفرار والاحتماء داخل أحد الجبال قبل أن يتمّ العثور عليهم.. وبالتزامن مع هذه العملية الإرهابية، أقدمت سيارة مجهولة على إطلاق النار على الضيعة العسكرية المتاخمة لجبل الشعانبي بمحافظة القصرين ولاذت بالفرار.
وأكد مصدر أمني بالجهة أن وحدات الجيش قامت على الفور بعملية تمشيط واسعة لكامل المنطقة باستعمال الأسلحة النارية ومروحية عسكرية دون أن تعثر على شيء. وأعلن هنا أن الوحدات الأمنية تولت إلقاء القبض على أحد المدنيين من متساكني مدينة الكاف وبحوزته 21 شريحة هاتف جوال كان ينوي مد الخلايا الإرهابية بها وقد اعترف بتعاونه مع الجماعات المسلحة التي كلفته بتوفير المعلومات والمؤونة الغذائية لها.