واصل الجيش الإسرائيلي عملياته العسكرية العنيفة أمس الثلاثاء ثاني أيام العيد، واستهدفت عمليات القصف عدداً من المواقع بينها منزل إسماعيل هنية نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في مخيم الشاطئ للاجئين الفلسطينيين غرب مدينة غزة، ومحطتي الإذاعة والتلفزيون التابعتين لحماس. كما أدى القصف الإسرائيلي إلى توقف محطة توليد الكهرباء الوحيدة في القطاع.
وقال نائب رئيس سلطة الطاقة فتحي الشيخ خليل لوكالة فرانس برس إن (القصف اتلف مولد البخار في المحطة وفي وقت لاحق أصاب خزانات الوقود مما أدى إلى اشتعالها) . واضاف أن خطوط إمداد الكهرباء القادمة من إسرائيل أصيبت بأضرار جسيمة بفعل القصف موضحاً أن خمسة من عشرة خطوط إسرائيلية للكهرباء في قطاع غزة دمرت بفعل القصف الإسرائيلي وطواقم الصيانة غير قادرة على الوصول إليها لإصلاحها. واندلعت حرائق ضخمة في محيط المحطة في وسط قطاع غزة بحسب ما أفادت مراسلة لفرانس برس، مشيرة إلى أن سيارات الدفاع المدني غير قادرة على الوصول إلى الموقع.
وذكر الجيش الإسرائيلي انه قتل اكثر من 300 من مقاتلي حماس وضرب حوالي 3900 (موقع) منذ اندلاع النزاع الذي بدأ بغارات جوية تلتها عملية برية في 17يوليو. لكن الهدف المعلن بالتوصل إلى جعل غزة منزوعة السلاح وتدمير ترسانة الصواريخ التي تملكها حماس ما زال بعيد المنال. ففي هذه الحرب غير المتكافئة توجه حماس وحليفتها حركة الجهاد الإسلامي اللتان استعدتا على ما يبدو للهجوم الإسرائيلي ضربات موجعة لعدوهما. وما زالت صفارات الإنذار تدوي في المدن الإسرائيلية مع إطلاق الصواريخ التي لا تتوقف.
سياسياً، نفت حماس أمس ما أكدته القيادة الفلسطينية من أن الحركة مستعدة لتهدئة إنسانية لمدة 24 ساعة. ولم تتمكن المجموعة الدولية حتى الآن من إقناع الطرفين بالموافقة على وقف لإطلاق النار، فيما لا يرتسم في الأفق أي حل دبلوماسي حتى الآن. وقال أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه في رام الله بعد اجتماع القيادة الفلسطينية برئاسة محمود عباس إن القيادة الفلسطينية وبعد اتصالات مكثفة ومشاورات مع الإخوة في قيادة حماس والجهاد تعلن باسم الجميع الاستعداد لوقف فوري لإطلاق النار وهدنة إنسانية لمدة 24 ساعة.
واضاف عبد ربه ندعو كل الجهات العربية والدولية لمساندة هذا الموقف الإيجابي ونحمل إسرائيل كل المسؤولية عن تبعات رفض هذا المقترح بعد أن توافقت عليه جميع القوى والفصائل الفلسطينية. واكد عبد ربه أن القيادة الفلسطينية وبالتوافق مع الاخوة في حماس والجهاد ستقوم بإرسال وفد فلسطيني موحد يضم الجميع إلى القاهرة للبحث في كل ما يتصل بالمرحلة المقبلة. وشدد على أن ذلك دليل إضافي على وحدة الموقف والصف الوطني الفلسطيني بحيث يكون هذا الوفد تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية ممثلة في رئيسها السيد الرئيس محمود عباس. لكن المتحدث باسم حركة حماس في غزة سامي أبو زهري نفى ذلك، مؤكداً أن تصريحات ياسر عبد ربه حول موافقة حماس على تهدئة من طرف واحد لمدة 24 ساعة غير صحيحة ولا علاقة لها بموقف المقاومة. بدوره أكد القائد العام لكتائب القسام الجناح العسكري لحماس محمد الضيف في كلمة مسجلة بثت مساء أمس الثلاثاء أن لا وقف لإطلاق النار مع إسرائيل بدون وقف العدوان ورفع الحصار وذلك في موقف يعلنه للمرة الأولى منذ بدء المساعي لإرساء تهدئة.