إن مواكبة التغيّر الذي يطرأ على التربية في العالم يجعلنا نعمل على تعبئة إمكانات العمل التربوي ومقوماته وعلينا أن ندخل القرن القادم بتفاؤل وإيمان وثقة وتطوير مستوى التعليم، حيث أصبحت المعادلة الجديدة ترتكز على ذلك ويعد التعليم استثماراً في رأس المال البشري، إذ إن بناء الإنسان هو بناء كيان أي أمة من الأمم وأبرز دعائم بناء الإنسان ومكوناته هو التعليم بكل ما يتطلبه ذلك من أبحاث ودراسات وبرامج وتدريب، فمتى تربى الإنسان تربية متكاملة وتعلّم وقى نفسه وأبدع وأنتج وأعطى وأضاف وسعى إلى ما يرفع من شأن أمته ويدفع بها إلى مواكب الأمم المتقدِّمة وتطوير مجتمعه اقتصادياً واجتماعياً وثقافياً بحيث يكون عضواً نافعاً في بناء مجتمعه ويشعر بمسؤولية لخدمة بلاده والدفاع عنها وتنمية إحساسه بمشكلات مجتمعه الثقافية والاقتصادية والاجتماعية وإعداده للإسهام في حلّها وتوفير الفرص المناسبة لتنمية قدراته حتى يستطيع المساهمة في نهضة الأمة من خلال تكوين عقلية الجيل الجديد ليتبوأ مكانة في هذا العالم الذي تتسابق شعوبه في مجالات التقدّم وضروب التطور وفنون الإبداع العلمي والتقني والثقافي والإعلامي.