أعلن أمس مدير عام صندوق الأوبك للتنمية الدولية (أوفيد)، السيد سليمان جاسر الحربش، عن تقديم منحة طوارئ عاجلة قدرها 500 ألف دولار أمريكي لدعم انشطة منظمة الصحة العالمية للحد من انتشار وباء أيبولا الخطير، والذي أودى حتى الآن بحياة المئات من الأرواح في غرب أفريقيا. وقد جاءت هذه المنحة كتلبية عاجلة لمناشدة الممثل الخاص لسكرتير الأمم المتحدة، الدكتور كانده يومكيلا، الذي التقى بالسيد الحربش لاطلاعه على المستجدات المتعلقة بتفشي الوباء خلال الفترة القصيرة الماضية فضلاً عن إعلان منظمة الصحة العالمية أن تفشي الوباء قد خرج عن نطاق السيطرة إلا أنه بالإمكان الحد منه من خلال حشد وتكثيف الجهود على الصعيد العالمي.
وقد صرح المدير العام أن منحة أوفيد تهدف تحديداً إلى دعم أنشطة المركز الإقليمي التنسيقي لمنظمة الصحة العالمية الذي يتخذ من عاصمة غينيا، كوناكري، مقراً له. ويستهدف هذا المركز، في المقام الأول، رصد أنشطة الحد من انتشار الوباء بالتعاون مع اللجان الوطنية والفرق المعنية على الساحة. ويعمل هذا المركز بمثابة منصة لتعزيز وتنسيق الدعم التقني المقدم إلى ثلاثة من البلدان الافريقية المتضررة جراء تفشي الوباء، وهي غينيا وليبيريا وسيراليون. إضافة إلى جهود السلطات الصحية الوطنية بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، يسهم في تعزيز أنشطة هذا المركز العديد من الوكالات الشريكة الأخرى المعنية بالاستجابة للقضاء على وباء إيبولا، وغيرهم من الشركاء التقنيين في الشبكة العالمية للإنذار بتفشي الأمراض ومواجهتها.
وتحشد حالياً المزيد من الجهود لتعزيز كافة جوانب الاستجابة في البلدان الافريقية الثلاثة بما في ذلك تتبع الاتصالات والتعبئة الاعلامية والمجتمعية ومعالجة الحالات المرضية واتخاذ كافة الإجراءات الوقائية للحد من العدوى فضلاً عن التنسيق مع كافة الجهات المعنية بالمساعدة.
ويعد تفشي الوباء الحالي - والأول من نوعه في غرب أفريقيا - من أشد ما تم رصده من حيث عدد الحالات المصابة والوفيات خلال فترة قصيرة. وقد كانت أول حالات تم الإبلاغ عنها من مناطق الغابات في جنوب شرق غينيا. ووفقاً للتقارير الرسمية لمنظمة الصحة العالمية، بلغ عدد الحالات المصابة من فيروس إيبولا 1.300 حالة فضلاً عن 730 حالة وفاة تم رصدها اعتباراً من الحادي والثلاثين من شهر يوليو - تموز، 2014.
ويعد وباء إيبولا من الأمراض الخطيرة بل والقاتلة، حيث تصل نسبة الوفيات من بين المصابين به إلى 90 في المائة، وذلك نتيجة لنزيف الدم المتواصل من جميع فتحات الجسم خلال الفترة الأولى من العدوى بالفيروس. وهو كوباء معدٍ ينتقل عبر الاتصال المباشر مع المصابين من البشر أو الحيوانات عن طريق الدم أو سوائل الجسم وإفرازاته، الأمر الذي يتطلب ضرورة عزل المرضى والكشف عليهم من خلال أجهزة متخصصة لرصد أي علامات لهذا الوباء الخطير.
من المعلوم أنه لا يوجد حتى الآن أي علاج شافٍ أو لقاح واقٍ ضد فيروس وباء إيبولا، هذا إضافة إلى أن المرضى المصابين بهذا الوباء يحتاجون إلى عناية مركزة داعمة، ولا يمكن السيطرة على تفشي العدوى إلا من خلال استخدام التدابير الوقائية الموصى بها طبياً. وتجدر الاشارة إلى أن الشراكة بين أوفيد ومنظمة الصحة العالمية تعود إلى عام 1979.
وقد قدم أوفيد منذ ذلك الحين 26 منحة تبلغ قيمتها الاجمالية 27 مليون دولار أمريكي لدعم عمليات وبرامج منظمة الصحة العالمية في كافة أنحاء العالم.
لمزيد من المعلومات بشأن برنامج أوفيد الخاص بالمنح، يرجى زيارة موقع أوفيد التالي على الانترنت: OFID›s grant program.