أحد الشعراء الشباب وعبر لقاء له - في إحدى القنوات الفضائية - حاول كما يقول المثل (أن يكحلها فأعماها)، حيث عَرّج مستضيفه على - المقناص وقصائد الطير - وكان بإمكانه أن يجيب بدبلوماسية تكون له لا عليه في ميزان حُكم المشاهد على تفاصيل اللقاء ولكن هيهات..! والرصد هنا لمثل هذه الحالة الغاية منه توضيح ما نصه أن - الكمال لله - وليس بالضرورة أن يكون الشاعر على علم بكل شيء، بدليل ندرة الأسماء التي تمكّنت من وصف الطير كما ينبغي، مثل الشاعر الكبير عبد الرحمن العطاوي والشاعر الكبير عبد الله بن عون والشاعر الكبير بدر الحويفي وقلّة آخرين، ولا يعيب بعض الشعراء الشباب عدم تمكُّنهم من هذا اللون من الشعر، لكن يؤخذ على بعضهم ادعاء معرفة ما لا يفقهون به..! وهنا أنموذج لدقة وصف بعض كبار الشعراء يقول الشاعر عبد الرحمن العطاوي:
عدل المناكب وافي الشبر ملفوف
هافي الغواطي عن ثمانٍ رصايف
جبر التنادي حرشٍ اكفافه جلوف
امشمحطٍ عقدة جناحه مسايف
ماله دعوج وسود الأحداق بقحوف
واهج سناهن في نظيره لصايف
من ماكرن فرخه على الصيد معسوف
فالعش له بيض الدواغر علايف
ماهوب صبّاطٍ ولاهوب زاهوف
من هدّبه ما عاد يطر النكايف
عوق الطيار اللي تخافق ورى الشوف
عليه من كثر الفرايس رعايف
إِلى اهوى كما نجمٍ على الجن محذوف
فات العيون اللِّي عليهن شوايف
ويقول الشاعر عبد الله بن عون:
ليا شاف له جولٍ على البعد حرّكه
صوت المهوهي من مذاري عرايده
أخذ له خضيرا الجو بقياس وانحدر
وعطا الخرب راسه والدجاج امتحايده
إن ناطحه حوّل عليه وتفرّشه
وان طار مقفي ما طياره بفايده
ويقول الشاعر بدر الحويفي:
ذبّاح ما شافت على القاع عينه
جزّام ما يكفخ على غير برهان
وصايفه من كل الأطراف زينه
ما قلت به لولا ولا قلت نقصان
قطعيةٍ حرشاء قطوع متينه
شرق ووصايفها تواصيف شيهان
عوق النفيج ان صار بأرضٍ حصينه
اللي مزابنها خمايل وشعبان
لا صفّحت عنها التبوع المهينه
وباهت سلقها والقصص بارض قيعان
والخرب منها ما يفكه خزينه
مضرابها مع غاربه بين الأمتان