المفارقة، والمقارنة ليست صادمة وإنما شاهدة, بين ترف الأحداث الراهنة المقلقة, وبين قميص «بانكاج باراخ» الثري الهندي المصمَّم من الذهب الخالص عيار 22,18, ويزن 4 كيلوجرامات، الذي تجول وهو يرتديه قبل يومين قرب بومباي بمناسبة احتفاله بتاريخ يوم ميلاده الذي مضى عليه 45 عاماً..
المقاربة الوحيدة بين الذي تبثه وسائل الإعلام والاتصال عن وضع العالم من حروب، ومشاكسات سياسية، وقتل، وتدمير, وسطو, ونهب، وتفجير، وعدوان، وأحقاد, وبين قميص «بانكاج» هي أن كليهما للعرض الجماهيري..!!
فلا ما تخبئه الصورة البتة.. فمن حيث عياناً بياناً تُنتهك في الأحداث الأعراض, والأوطان, والحقوق, والإنسانية, والعقلانية, وتحصد الأموال، وتسفك الدماء, فإن «باراخ» عياناً بياناً خرج مع حراسه ليتجول أمام الفقراء, والمعوزين، والأثرياء، والحاسدين، والطامعين, والسارقين, والعقلانيين, والمجانين, ليريهم كم يفعل الترف مع الأنانية، تماماً مثل ما تُري الأحداث كم يفعل الترف, والسلطة.. وجبروت القوة والأحقاد..
فالواجهة تؤيد أن هناك انتهاكاً سافراً وقوياً للإنسان من قوى المال، والسلاح..
ومنظور الأحداث يفشي عن ترف قاتل، وساحق لكل القيم، وإن جاء من رجل ثري ترك العلم, ليحصد من التجارة ما لا يرفع من وعيه، بل يضع على مشهد اللاقطات ما وصل إليه أسلوب التظاهر, ورغبة التعالي, وقدرة التملك, بالإعلان عن القوة لكيد الأعداء, ولو بقميص يزن كيلوات من الذهب تسلب حرية الإنسان منه, فلا يستطيع السير بمفرده دون حماية السلاح يحملها حراسه..!!
هي هذه الحقيقة، من يقوى بيده ليس كمن يقوى بعقله..!!