14-08-2014

أوباما.. الزوجة.. وداعش!

لا أظن أن أحدا يحمل رأسا فوق كتفيه يشك للحظة أن تنظيم داعش الإرهابي ليس أداة استخباراتية غربية، يراد لها تحقيق أهداف عاجلة، وآنية، في عالمنا المنكوب، فالعالم

الذي أقام الدنيا على صدام حسين حينما غزا الكويت، وسيقيم الدنيا لو انتهكت سيادة أي دولة، وقف متفرجا على داعش، وهي تحتل أجزاء كبيرة من العراق، وواصل فرجته،

والتنظيم يمارس أبشع أنواع الإرهاب الذي، ربما، لم يشهد له التاريخ الحديث مثالا، حتى أصبح الإعلام الغربي ينقل مشاهد قطع الرؤوس، والأطراف، والصلب كأخبار عابرة!!،

ولكن مهلا، إذا كانت هذه هي الحقيقة، فلماذا قرر الرئيس الأمريكي توجيه ضربات محددة للتنظيم ؟!، وهنا يحسن بي أن أروي لكم قصة طريفة في هذا السياق.

ذات يوم، خرج رجل مع زوجته، وفي الطريق قابلهما قاطع طريق، وطلب من الزوجة أن ترقص له، وإلا سوف يقتلهما معا، وعندها نظرت الزوجة إلى زوجها، فقال لها :» ليس لدينا خيار، فإما أن ترقصي، أو أن نهلك معا، والضرورات تبيح المحظورات «، وعندها رقصت الزوجة، ونجيا من الموت، ولكن بعد أيام قرر الزوج تطليق زوجته، التي رقصت لرجل غريب، وحينها رفعت الزوجة قضية لدى المحكمة، وعندما قال القاضي للزوج :» كيف تطلقها، وأنت من أذن لها بالرقص ؟»، رد الزوج :» نعم، لقد أذنت لها بالرقص حماية لحياتنا، ولكنها بالغت، ورقصت أكثر مما يجب !»، فهل يا ترى ذهب التنظيم الإرهابي العميل داعش أكثر مما يجب، وذلك عندما توجه صوب مدينة اربيل، عاصمة كردستان العراق ؟!.

أوباما، وأركان إدارته، ووراءهم الإعلام الأمريكي، الذي كان يوما حرا، لم يحاولوا التحذلق، وقالوا الحقيقة، وهي أن أمريكا تدخلت عسكريا لضرب أهداف محددة، وذلك لمنع

تقدم داعش صوب مدينة اربيل، التي يوجد بها قنصلية أمريكية، وعسكريين لم يحدد عددهم، والهدف واضح، وصريح، وهو عدم تعريض حياة الأمريكيين المقيمين في اربيل للخطر، وفوق البيعة العسكرية قال اوباما إنهم سيحاولون منع داعش من ملاحقة الطائفة اليزيدية في جبل سنجار!!، ما يعني أن كل ما ارتكبته داعش من جرائم على مدى شهور، لم يحرك الضمير الأوبامي، والغربي عموما، بما في ذلك تهجير المسيحيين من الموصل، وهو الأمر - أي تهجير المسيحيين - الذي كان يثير العالم الغربي، عندما يرتكبه أي أحد، في أي ركن من أركان الكرة الأرضية عدا داعش!!.

الخلاصة هي أن ضرب أوباما لداعش لم يكن انتصارا للقيم الإنسانية، أو حماية لأرواح الأبرياء، بل حماية للأمريكيين، وذلك عندما ذهبت داعش، كما تلك الزوجة، أكثر مما يجب، فهل نفتح عيوننا جيدا؟!.

ahmad.alfarraj@hotmail.com

تويتر @alfarraj2

مقالات أخرى للكاتب