كثير من الجماهير يعدّون فنان العرب الأستاذ محمد عبده (أيقونة) الفن السعودي، وحارسه الأمين، ولذلك فهو بالنسبة لكثير من (الأسوياء) خطًا أحمر لا يجب المساس به والاقتراب منه. كيف يكون ذلك وعلى أية أسس بنى هؤلاء معطياتهم في الدفاع عن (الرمز)؟
هناك (طارئون) على مسيرة محمد عبده كانوا بالأمس (نكرات) وهم اليوم يحاولون (عبثًا) الاحتكاك به، ومحاولات (يائسة) منهم لاحتضان جماهير فنان العرب وكتابة معلقات مديح فيه، وحثّه على السير في طريق (ملخبط) صنعته صدفتهم، وهم أنفسهم كانوا يكيلون له النقد بطريقة (سطحية) لأنه لم يتعاون مع (شخابيطهم) بل وصل الأمر بأحدهم أن ينفى كون محمد عبده هو فنان العرب، مستعيدًا الجدل (البيزنطي) حول هذا اللقب (المحسوم).
شاب صغير في العمر، تعرّف على صوت فنان العرب بعد (الأماكن)، ثمَّ يأتي اليوم ليضع رجلاً فوق أخرى، وبصوت (مهتز) ينادي بأن يغني محمد عبده تلك القصيدة، وأنه (يجب) عليه فعل كذا وكذا، والاَّ يسير هنا ولا هناك. هؤلاء (طارئون) على المشهد، يجب على العاقل عدم الرد عليهم أو النظر فيما يكتبون حتَّى لا تعطى آراؤهم أية أهمية، وتتبخر (أحلامهم) سريعًا، وسألت مرة فنان العرب عن النموذج الأول، فقال: إنني أعرفهم جيدًا، وأعرف ما يقولون ولم قالوا ذلك، لكنني أعرف أيْضًا كيف أكمل طريقي.
إن محمد عبده (الرمز) الذي حاول كثر ركب موجته ومحاولة اللحاق بضوئه لم يبخل يومًا على أحد بهذا (الضوء) لكنه في الوقت نفسه يعرف متى يعطيهم الفرصة، ومتى يأخذها منهم، والدليل على ذلك أغان كثيرة غناها في الاستديو، لكنه لم يفكر يومًا أن يعطيها أكبر من حجمها في الحفلات العامَّة، أو الخاصَّة وعلى المسرح.
إنه محمد عبده الذي وضع لنفسه خاصية (عدم الاقتراب) لبعض الأطراف، وقريبًا جدًا سيقول لهم: فرصة سعيدة.