يقول الدكتور عبدالباسط بدر في كتابه (قضايا أدبية):
شهد العصر الحديث تطوراً في الأجناس الأدبية فضعفت الخطابة واختفت المقامة وتأخرت مرتبة الشعر وظهرت القصة والمسرحية وانتشرتا بسرعة فائقة ولئن كان للقصة جذور تراثية فإنها قد تغربت عن جذورها واتصلت بالجذور الغربية خلال وقت قصير، أما المسرحية فليس لها أي جذور في تراثنا العربي، ولكن سرعان ما اجتذب هذان الجنسان الأدبيان جماهير واسعة وزاحما الشعر ونجحا في زحزحته عن الصدارة وتأخيره إلى الصفوف الخلفية.. ويكفي أن ننظر إلى واجهة أي من المكتبات أو نقرأ أرقام الطبع لنرى أن كل ديوان من الشعر يقابله عشر قصص أو مسرحيات مترجمة أو مؤلفة..
وقد ساعد التطور التقني هذين اللونين على التطور والتقدم فظهور الإذاعة والسينما والتلفزيون وحاجتها إلى نصوص قصصية ومسرحية جعلت القصة والمسرحية خبزاً يومياً يبحث عنه المنتجون والمخرجون.