احفظوا أسرار قصاصة تلك الورقة عني، التي كتبتها وأنا أناجي الحروف الأبجدية بصلوات ومقدسات فكر وومضة عهد، بأن تكونوا أوفياء بعد قراءتها أن تحرقوا تلك الورقة، استمراراً لطموح صعب المنال لعبة تغير الكراسي التي تدور بدورة الرؤساء والتي تطول بطول تلك السنين، حينما أمضى حياته من أجل أحلامه بتغير معالم تلك المملكة التي عانت الاضطهاد وعلو كعب الدول التي من حولها والمحيطة بها بتغير إيجابي وتوفير سُبل العيش لحياة كريمة، فقد تصابون بالذهول حينما تقرؤون عن الرئيس البوسني «علي عزت بيجوفيتش» حينما وصل باب المسجد إلى صلاة الجمعة وهو متأخر. وكان قد اعتاد الصلاة في الصفّوف الأمامية، ففتح له الناس الطريق إلى أن وصل الصف الأول، فاستدار للمصلين بغضبٍ وقال مقولته الشهيرة: (هكذا تصنعون طواغيتكم).
- من منا ليس له أمان وأحلام يلهث بها لسانه وينبض بها وجدانه من الوريد إلى الوريد يحلم بتحقيقها، ولكن مهما كانت ليست كحلم (خوسية موخيكا) حينما يريد أن يعتلي أعلى منصب في الدولة (رئيس دولة الأوروغواي) لكي يكون أفقرهم ويتعايش معهم، من دون أن تترسم الجدران بصوره وتتزين الأرصفة بالورود ويفرشون الشوارع بالسجاد الأحمر بمرور موكب الرئيس، فهو اختار لنفسه أن يعيش في تقشف حينما يأخذ من راتبه الباهظ ما يكفى لسد رمقه وجوعه، وأن يسكن بعيدا عن تلك القصور الملكية ببيت صغير يشعر فيه بالراحة وسيارة قد دارت دونها عجلة الزمن تقدر بـ 2000 دولار، فلم يكذب حينما قال مقولته الشهيرة (إن من يعشق المال لا مكان له في السياسة).
- وها هنا قد تتبدل تلك الوجوه حتى تصبح شاحبة حينما تجف مجاري العروق في جسمك، حينما تطير بعقلك وفكرك لعصر عبد العزيز بن عمر وحكايات يطول سردها حتى تصاب بالصداع وأمراض نفسية، جراء ما قرأت حينما تقرأ لساعات حتى تتوقف عند مقولته الشهيرة حينما قال: (انثروا القمح على رؤوس الجبال لكي لا يقال جاع طير في بلاد المسلمين).
عزيزي .. عزيزتي
مهما بلغ بك الطموح وتحولت بك مسارات الحياة إلى أن وصلت فخامة رئيس أو سعادة الوزير أو صاحب شأن لمجتمع بأحلامه، صغير يجب أن تتذكر تكوينك البسيط وأنك مهما ارتفعت وحلقت لتعانق أبواب السماء، ستكون يوماً ما ذكرى ربما منسية تحت التراب.