أثارت صور وزير خارجية الأوروغواي «لويس الماغرو» وهو يرتدي الشال الفلسطيني حفيظة الجالية اليهودية في الأوروغواي.
وكانت قد التُقطت له هذه الصور أثناء زيارته للجالية الفلسطينية في محافظة شوي على الحدود مع البرازيل؛ إذ أهداه أحد أبناء الجالية الفلسطينية شالاً مزيناً بألوان العلم الفلسطيني، كُتب عليه كلمة Palestine.
وأثارت هذه الصور لوزير الخارجية بشال ألوان العلم الفلسطيني حفيظة مؤسسات الجالية اليهودية التي تمتلك إمكانيات كبيرة في الأوروغواي، وخلقت ضجة إعلامية وسياسية واسعة؛ إذ قال أحد أعضاء مجلس الشيوخ: «إنه يخلط بين تعاطفه الشخصي الذي له الحق بالاحتفاظ به وموقف الأوروغواي التاريخي من الصراع الإسرائيلي الفلسطيني». فيما اعتبر آخرون مؤيدون لإسرائيل موقفه هذا أنه «منحاز». واستمرت العاصفة من الانتقادات من قِبل شخصيات الجالية اليهودية التي وصفوها بـ»خطوة غير لبقة.. الوزير فقد توازنه».
ويرى مراقبون أن هذه الخطوة لوزير خارجية الأوروغواي والانتقادات التي رافقتها تأتي في سياق موقف الأوروغواي الرسمي والشعبي المتضامن مع الشعب الفلسطيني بوجه العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وغضب الجالية اليهودية من هذه المواقف. وتجدر الإشارة إلى أنه في تصريحات سابقة لرئيس الأوروغواي «موخيكا» ذات التوجهات اليسارية وصف الهجوم الإسرائيلي على غزة بـ«إبادة جماعية»؛ ما دفع وزير خارجية الأوروغواي للدفاع عن تصريحات الرئيس، والرد على منتقديه بالقول «إن إدانة قتل الأطفال الفلسطينيين ليس معاداة للسامية». ووصلت العلاقة إلى أوج تأزمها مع إسرائيل، وفي أقوى موقف رسمي نسبة إلى تقارير صحفية، بأن الوزير الماغرو وجّه تحذيراً شديد اللهجة إلى كل من السفير والقنصل الإسرائيليين في «مونتفيديو» محذراً إياهما من أن «وجودهما في الأوروغواي مشروط بعدم إعطاء أي تصريحات لا تتوافق مع الاستخدام الدبلوماسي، وتتهجم على سلطات البلد».
وأصدر رئيس الأوروغواي «موخيكا»، كإحدى خطوات الرد على العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، أمراً بتعيين سفير للأوروغواي لدى دولة فلسطين بشكل فوري؛ إذ وصل السفير المعين «انريكي ريبيرو» إلى مدينة رام الله الأسبوع الماضي.