عندما فازت الدكتورة (مها المنيف) بجائزة (أشجع امرأة في العالم)، قالت إنني أهدي هذه الجائزة لكل الأطفال والنساء الذين يتعرّضون للعنف في العالم كل يوم، لأنني أستمد شجاعتي منهم ؟!.
وبذات الطريقة نقول لكل (طفل أو امرأة) تعرّضوا للعنف في مجتمعنا، ودفعوا حياتهم ثمناً ليقظة (ضمير المجتمع)، إننا نستمد قوانين وأنظمة الحماية، من تجاربكم ودمائكم وأرواحكم، على الرغم من أنه لا ينقصنا تشريع، ففي كتاب الله وسنّة رسوله صلى الله عليه وسلم ما يكفل (للمرأة والطفل) حقهما الكامل في المجتمع، ولكن يبدو أننا يجب أن نشاهد ونسمع أولاً لهذه المآسي!.
قصة مقتل الطفلة (رؤى) على يد زوجة أبيها، مُبكية ومؤلمة، لأنّ فصولها طويلة ومتعاقبة بحسب ما نُشر على (لسان الأم)، وبرأيي إنها ليست سوى حلقة في مسلسل طويل من الإهمال، وطابور من البيروقراطية وعدم الاهتمام، يعكس عدم الجدية في التعاطي مع (بلاغات العنف)، على اعتبار أنّ (للبيوت أسراراً، ويجب ترك الأمور الطبيعية تأخذ مجراها، والخلافات الأسرية تحل نفسها بنفسها ...) الخ، من العبارات التي قتلت فينا (نخوة الفزعة)، ونصرة المظلوم!.
وهنا أعتقد أنّ وزارة الشؤون الاجتماعية مُطالبة أكثر من أي وقت مضى، بتفعيل برامج الحماية أكثر، والتعاطي مع بلاغات العنف بكل جدية وسرعة، وتمريرها لجهات الاختصاص لوقف المزيد من الجرائم، وهذا الدور نتقاسمه جميعاً (كمجتمع)، فنحن (عين الرقيب) و (لسان الحق)!.
يوم أمس كتبت الزميلة العزيزة (سارة مطر) عن السيدة (هيا) التي تزوج عليها (أبو عبد العزيز) بأخرى، وكيف أنها (عبّرت عن حزنها) بشكل فطري متأثرة بما تراه في بعض المسلسلات، وسط لعنات النساء من حولها على (كل الرجال).. القصة معنونه بـ: الحزن على طريقة (حياة الفهد)!.
أرجو أن لا يكون تأثير عنف (زوجة الأب) في المسلسلات الخليجية، تسلل هو الآخر إلى بيوتنا، لتقع مثل هذه (الجرائم)!.
وعلى دروب الخير نلتقي.