الحمد لله رب العالمين.. والصلاة والسلام على إمام المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.. وبعد: تظل الجهود الخيرية في مختلف الميادين وسام اعتزاز لنا جميعاً في وطن يعطي هذا الجانب اهتماماً خاصاً ودعماً سخياً حتى أصبح الوطن السعودي مقروناً بالخيرية والإنسانية وهذا فضل من الله أولاً، ورغبة صادقة من القيادة الحكيمة بالإسهام في هذا الجانب بلا حدود.
واليوم نحن أمام نموذج مميز من نماذج العمل الخيري في المملكة متمثّلاً في إدارة أوقاف صالح عبد العزيز الراجحي الذي بني على أسس علمية متينة متشعباً في قنوات الصرف الخيري على عدة محاور منها التنموي والاجتماعي والإنساني مشكّلاً منظمومة يُشار لها بالبنان ويسعد بها كل إنسان على هذه الأرض الطاهرة وخارجها.
وعندما تُبنى المنظومة الخيرية على أسس علمية ويتم تقييمها دولياً فهنا يكون الاختيار أكثر دقة، وديمومة التطوير أكثر وضوحاً، حيث يأتي حصول مشروع الباطن الزراعي التابع لإدارة أوقاف صالح عبد العزيز الراجحي في منطقة القصيم على شهادة الممارسات الزراعية الجيدة (Practices Good Agricultural) من شركة سيرس الألمانية لشهادات الجودة تقويماً لعمل احترافي مميز في المجال الزراعي وتقنياته خصوصاً في ظل تأهيل البنية التحتية للمشروع من إنشاءات وتجهيزات وفقاً للمواصفات العالمية وتأهيل الكوادر البشرية وتدريبهم وحماية البيئة من الملوثات وإنتاج تمور خالية من متبقيات المبيدات وفقاً للمواصفات العالمية.
ونحن بقدر ما نفتخر بهذا المشروع الخيري العملاق في منطقة القصيم بوصفه أكبر مشروع نخيل (تمر) على مستوى العالم، فإننا أيضاً نفخر بأن تُدار المشاريع الخيرية بهذه الأساليب العلمية الدقيقة التي تساهم في تأصيل أهمية بناء الأعمال الخيرية على أسس علمية تضمن لها التطوير والديمومة. ونحن هنا نهنئ هذه الأوقاف على توفيق الله عز وجل في الاتجاه لهذا المعين الذي لا ينضب فأجره وثوابه عند الله عز وجل وهو المنان بعطائه وكرمه, ثم نهنئ (أوقاف الراجحي) على مشروع الباطن الزراعي الخيري الذي ظل علامة مميزة في منطقة القصيم من خلال ضخامة المشروع, والبناء العلمي له, وهدفه السامي, ونهنىء القائمين على المشروع على هذه (الشهادة الدولية) التي تأتي تتويجاً لجهودهم وطموحهم المبني على رؤية علمية دقيقة.
وفقنا الله وإياكم على الخير كله.. وأدام على هذا الوطن الكريم استقراره ورغده وجعل أعمالنا وإياكم خالصة لوجهه تعالى وتقبل منا ومنكم صالح الأعمال.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.