حين أصدر معالي أمين منطقة الرياض المهندس عبد الله المقبل موافقته إلى رئيس مجلس الجمعية السعودية للفنون التشكيلية الأستاذ محمد المنيف، وذلك على المقترحات التي قدمتها الجمعية برغبتها بالتعاون مع أمانة الرياض لإتاحة الفرصة لمنسوبي الجمعية البالغ عددهم أكثر من 700 فنان تشكيلي لإضافة لمساتهم الجمالية على الرياض مستخدمين فنهم التشكيلي الراقي, حقيقة هذا الخبر يحمل كثيراً من المعاني التي يجب علينا الوقوف عليها, ولعل أولها هو هذه النقلة النوعية في التعامل والنظرة إلى أهمية الفنون الراقية ودورها في مسيرة نماء وبناء وازدهار الوطن, وأن المقبل في موافقته قد خطا خُطى مهمة باتجاه أن الكل مدعو للمشاركة في التعبير عن مدى حبه وولائه للوطن وكل من المكان الذي هو فيه ومن الموهبة أو العمل الذي يقوم به.
المقبل في إعطائه الفرصة لهؤلاء الكوكبة من الفنانين التشكيليين ومن مختلف مدن ومحافظات المملكة فإنه يكون قد عزز وأكد واقعاً على القيم الوطنية التي تؤكد عليها دائماً قيادة وطننا الرشيدة ألا إقصاء لأحد في الوطن في العمل من أجل مصلحة الوطن العامة ضمن المنهاج الذي ارتضاه أبناء الوطن والأمانة التي حملوها, الفن التشكيلي هو فن راقٍ له مدلولات عديدة وأدواته ولغته تُعتبر الأميز بين فنون النحت والرسم والتصوير لأنه يبحث عما وراء الصورة والشكل, وحقيقة هذا الأمر مهم جداً، وهو ما أكد المقبل عليه مراراً وتكراراً أن الرياض كمدينة وعاصمة ليست مجرد بناء وعمران وطرق، بل هناك أيضاً ما وراء هذا كله من معانٍ قيمة وأصول ضاربة في جذور التاريخ وهناك قصص وروايات يجب أن يسمعها العالم.
خطوة ثمينة وممتازة اتخذتها أمانة الرياض وسبقها أيضاً الخطوة الأهم التي تقدمت بها الجمعية الخاصة بالفن التشكيلي بأخذها المبادرة وعدم انتظار دعوة من أحد وهو أمر يُشكرون عليه وأيضاً يُشكّل ظاهرة إيجابية علينا أن نسعى من أجل تعميمها وهي ظاهرة المبادرة في خدمة المصلحة العامة وطرق الأبواب وتقديم المقترحات وهو ما يصب نحو إيجاد المجتمع التفاعلي الإيجابي المبادر, شكراً للفنانين التشكيليين، ومنتظرين منكم أن تسطروا قصة الرياض بأبهى الصور والتحف والتشكيلات لكي تكون شهادة على ما تشهده هذه المدينة من تطور وتقدم بتوفيق الله ورعايته, وشكراً للمهندس المقبل على بُعد نظره داعياً إياه ومشدداً عليه بالعمل أكثر لزيادة رقعة المساهمة في الخدمة العامة وكما أسلفت أعلاه كلٌ على جهده وعمله وموهبته.