أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أنه على الرغم من أن مصر تعد أكثر الأطراف المتضررة من تردي الأوضاع السياسية والأمنية في ليبيا، إلا أنها تلتزم بعدم التدخل في الشئون الليبية الداخلية. وشدد السيسي -خلال لقائه مع وفد من نواب الكونجرس الأمريكي عن الحزب الديمقراطي- على أن مصر تقف إلى جوار الشعب الليبي، وأنها تقدم كل الدعم والمساندة للمطالب والاحتياجات الليبية المشروعة.
وأشار إلى نتائج الانتخابات البرلمانية الأخيرة في ليبيا، منوهاً برفض الأقلية لنتائج الديمقراطية ولجوئها للعنف لفرض رؤيتها وذاتها على أرض الواقع بقوة السلاح، في مجافاة لأبسط قواعد الديمقراطية التي لا تخول لأقلية ما أن تتحكم وتفرض رؤيتها على الأغلبية من خلال العنف. وأوضح السيسي أن مصر تؤمن بالديمقراطية وتُفَعِّلها، ولكن دون هدم الأوطان.
وأوضح السيسي إن عملية الناتو غير المكتملة هناك أدت إلى ترك البلاد دون جيش وطني أو شرطة وطنية يحميانها ويذودان عن شعبها. وقال السفير إيهاب بدوي المتحدث الرسمي باِسم رئاسة الجمهورية إن الرئيس السيسي استهل اللقاء باستعراض تطورات الأوضاع في مصر خلال السنوات الثلاث الماضية، منوها إلى خارطة المستقبل التي تم إنجاز استحقاقين منها، وهما إقرار الدستور وإنجاز الانتخابات الرئاسية، مشيراً إلى أن الاستحقاق الرئيسي الثالث لها، والمتمثل في الانتخابات البرلمانية، سيتم عقده قبل نهاية العام الجاري ليكتمل بذلك البناء المؤسسي والتشريعي للدولة المصرية.
وعلى الصعيد الإقليمي استعرض السيسي رؤية مصر للأوضاع في كل من العراق وسوريا، مشيراً إلى أهمية أن يعي الغرب حقيقة الأوضاع في المنطقة وذلك من منظور ثقافي مختلف عن المنظور الغربي، فمنذ عام 2003 وحتى الآن يصر الغرب على التعاطي مع أوضاع المنطقة من منظوره الخاص، ومع ذلك لم يتحقق الأمان والديمقراطية المنشودان، وإنما مزيد من الصراعات وعدم الاستقرار السياسي وغياب للاستتباب الأمني، فضلاً عن اِتساع بؤرة الإرهاب.