صرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس الجمعة بأنه يجب «إجبار» كييف على التفاوض حول «جوهر» القضية مع الانفصاليين الموالين لروسيا الذين يقاتلون الجيش الأوكراني في شرق البلاد. وقال بوتين خلال قمة للشباب الروسي «يجب إجبار السلطات الأوكرانية على بدء مفاوضات حول جوهر القضية، لا حول مسائل تقنية، بل حول الجوهر: ماذا ستكون حقوق سكان دونباس ولوغانسك جنوب شرق البلاد». وعبر الرئيس الروسي أيضاً عن أسفه لرفض كييف - بحسب قوله - إجلاء القوات الأوكرانية المحاصرة من قِبل المتمردين في شرق أوكرانيا عبر ممر إنساني، طلب من الانفصاليين فتحه أمس الجمعة. وقال: «أعتقد أن ذلك خطأ فادح؛ سيؤدي إلى خسائر بشرية هائلة». مضيفاً بأن «ذلك يذكره بأحداث الحرب العالمية الثانية». وأعلن الرئيس أيضاً أن نظيره الأوكراني بترو بوروشنكو أكد له أن الجنود الروس الذين أعلنت كييف توقيفهم الاثنين على أراضيها سيعودون إلى روسيا قريباً. وأوضح «أقول لكم بوضوح: أعتقد أنهم ضلوا طريقهم؛ لان الحدود (الروسية - الأوكرانية) غير مرسومة بشكل واضح». وقال بوتين أيضاً إن القرم «الموقع المقدس» بالنسبة للروس لن تعود إلى سيادة كييف، مضيفاً بأن «الشعب الروسي والشعب الأوكراني شعب واحد تقريباً»؛ ما أثار تصفيقاً حاراً من الحاضرين. وتابع الرئيس الروسي: «هذه الحرب هي مأساتنا الكبرى».
ومن جهة أخرى، قال مجلس الأمن والدفاع في أوكرانيا إن عشرة جنود أوكرانيين قُتلوا وأُصيب 30 آخرون في القتال مع الانفصاليين الموالين لروسيا بشرق أوكرانيا خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية. واشتد القتال بين القوات الحكومية والمتمردين منذ فتح تقدم الانفصاليين جبهة جديدة في الصراع هذا الأسبوع، في الوقت الذي بدا فيه أن الجيش الأوكراني يحقق مكاسب، وذلك بعد أن طوق الانفصاليين في معاقلهم الرئيسية بدونيتسك ولوجانسك. وقال مسؤول كبير في الأمم المتحدة أمس الجمعة إن 2593 شخصاً قُتلوا في الصراع الدائر في شرق أوكرانيا منذ منتصف إبريل/ نيسان. وقال إيفان سيمونوفيتش مساعد الأمين العام لحقوق الإنسان للصحفيين «التصاعد واضح ومثير للقلق. هناك زيادة كبيرة في محصلة القتلى في الشرق. العدد الحالي للقتلى 2593 شخصاً.. يقترب من ثلاثة آلاف إذا حسبنا 298 ضحية لإسقاط طائرة (الخطوط الجوية الماليزية) الرحلة إم.إتش 17». وقال سيمونوفيتش وهو يقدم تقرير بعثة المراقبة التابعة للأمم المتحدة إن عدد القتلى في صفوف المدنيين يواصل الارتفاع «بينما يزيد كل جانب قوته من خلال التعبئة وتحسين التنظيم أو نشر مقاتلين جدد وأسلحة أكثر تطوراً والدعم من الخارج». ويزيد عدد القتلى نحو 400 عما ورد في التقرير الذي يشمل الفترة حتى 17 أغسطس/ آب. وقال سيمونوفيتش إن زيادة المشاركة المزعومة لمقاتلين أجانب في الأعمال العدائية - في إشارة للقوات الروسية والمقاتلين المتطوعين - مثيرة للقلق بشكل خاص. واتهم التقرير الانفصاليين الموالين لروسيا بارتكاب مجموعة واسعة من انتهاكات حقوق الإنسان، بما في ذلك القتل والخطف والتعذيب، وقالوا إنهم يتلقون «إمدادات ثابتة» من الأسلحة والذخائر المتطورة.