يبذل مديرو ومديرات مدارس عنيزة ومنذ ستة أشهر، جهودًا جبارة للخروج من مأزق نظافة مدارسهم بسبب عجز الإدارة عن التعاقد مع شركات ومؤسسات متخصصة، بعد توقف المتعهد السابق عن عمله.
وبالرغم من طول الفترة الزمنية ما بين توقف المتعهد السابق وبدء العام الدراسي الحالي، إلا أن الإدارة لم تتمكن من التعاقد مع أيّ متعهد، وبعد نهاية إجازة العام الدراسي الماضي كانت المدارس بحاجة ماسَّة إلى عمليات تنظيف كبيرة وذات درجة عالية من الإتقان نظرًا لانتشار أمراض حساسية وصدرية خطيرة، أبرزها (كورونا)، وتَمَّ توجيه مديري ومديرات المدارس إلى القيام بمهمة البحث والتعاقد مع مؤسسات أو أفراد لتنظيف المدارس، وهي ولا شكَّ عملية شاقة جدًا. حيث إنه وبعد حملة تصحيح أوضاع العمالة المخالفة ودعوة الحكومة المواطنين إلى التعاون مع الجهات المختصة لإنجاح الحملة، بات الأمر أكثر صعوبة لندرة المؤسسات والشركات المتخصصة في عنيزة، وقلّة العمالة في هذا المجال. كما أن المديرين والمديرات ليس من اختصاصاتهم البحث عن عمالة للتنظيف فهم لديهم مهام ومسؤوليات تربويَّة وتعليميَّة جسيمة وكثيرة، خاصة المديرات فالمرأة ليست كالرجل تتصرف بحريَّة وتبحث عن العمالة في الشوارع والأحياء الشعبية. ونتيجة للضغط الذي واجه المديرات فقد أبدين استياءهن للمسؤولين في إدارة التربية والتَّعليم خلال الاجتماع الذي عقد مطلع الأسبوع الماضي للوقوف على مستوى الاستعداد والتجهيز للعام الدراسي الجديد، بحضور مدير التربية والتَّعليم بالإنابة الأستاذ عبدالرحمن المذن، ومدير الشؤون الإدارية والماليَّة الأستاذ عبد العزيز الصريخ، وبعد الاجتماع وردت إلى (الجزيرة) العديد من الاتِّصالات تحمل استياء وتذمر عدد من المديرات على تجاوزات أحد المسؤولين في إجابته على مديرة مدرسة أبدت استياءها من تكليف مديرة المدرسة بالبحث عن عمالة للتنظيف، فقد كانت إجابة المسؤول صادمة للمشاركات في الاجتماع، وعددهن مائة مديرة تقريبًا، فقد قال لها نصًا: (احضري سائقك وخادمتك لتنظيف المدرسة)، أو اذهبي للمستشفى أو البلدية وأبحثي عن عمالة عندهم!.
(الجزيرة)، وبعد ورود اتِّصالات غاضبة وبحثًا عن الحقيقة الكاملة، أرسلت خطابًا لمدير التربية والتَّعليم لتوضيح موقف الإدارة حيال ما ورد من إجابات للمسؤول، وقد وردنا خطاب من مدير التربية والتَّعليم بالإنابة الأستاذ عبدالرحمن المذن، جاء فيه: إن عمليات النظافة قائمة في المدارس بنظام التعاقد مع مؤسسة متخصصة في هذا المجال، أو من خلال ميزانية تشغيلية تعطى لمديرة المدرسة وتوفير ذلك من قبلها، وفي هذا العام أيْضًا يكون توفير العمالة وأدوات التنظيف من خلال المدرسة، وقد زادت الإدارة الميزانية المخصصة لهذا الأمر 100 في المئة، وقد أثنى مدير التربية والتَّعليم على جهود مديرات المدارس في تجاوز التحدِّيات، وتدبر الأمر بطرق مختلفة بالتعاقد المباشر مع مؤسسات وأفراد، وقد وجهت الإدارة المديرات ومن خلال تعميم بالتَّعليمات والتنظيمات اللازمة للقيام بهذه المهمة وكان ذلك بتاريخ 29 - 10 - 1435هـ.
وأكَّدت الإدارة خلال تعميمها بأن النظافة قيمة وخدمة، وأن النظافة لا تعني إزالة المخلفات بل عدم رميها أساسا، وقد وضعت الإدارة جائزة مجزية لأفضل المدارس في النظافة.
الإدارة ابتعدت في ردها عن الحديث، حول ما دار في الاجتماع (القضية) حيث جاء في خطابها كلامًا عامًا بأن ما يدور في الاجتماعات فقد يكون فيها عصف ذهني لطرح الأفكار والخيارات لتحقيق الأهداف والتطلعات أو تجاوز المعوقات، ولا يمثِّل توجيهًا إجرائيًّا إلا عندما يبلغ بمحضر رسمي.
الجدير ذكره أن أزمة نظافة مدارس عنيزة لاتزال قائمة، وتسببت في مصاعب كثيرة ودخل طلاب وطالبات إلى مدارسهم، وهي مليئة بأكوام التراب والغبار حسب تأكيد العديد من مديري ومديرات المدارس. متمنين من وزارة التربية والتَّعليم التدخل وإنهاء الأزمة التي تقلق التربويين، وأولياء الأمور في المحافظة.