من المعروف أن أول عنصر تكويني في بناء الأمة هو عملها وثقافتها، فالثقافة من أهم ما يميز المجتمع وهي سمة من سماته وسبيل من سبل المعرفة.. وكل أمة تسعى إلى الثقافة لتتعرف من خلالها على معارف العصر والعلوم والتقنية.. فالثقافة هي حجر الزاوية في بناء صرح المجتمع ورقيه وتطوره وبناء حياته وصياغة مستقبله. وأصبحت اليوم ركناً كبيراً ومقوماً راسخاً من مقومات المعرفة والتاريخ والحضارة لكل أمة من الأمم.. وأن الأمة العربية والإسلامية تملك ميراثاً ثقافياً جليلاً ومن الواجب أن يعي كل فرد أبعاده وأن يتزود به.. فالثقافة العربية الإسلامية ذات ألوان متعددة الجوانب ذات جذور عميقة وهي المحور الأساسي للذاتية الثقافية وخصائها وهي ما ينبغي التعريف به والتركيز عليه لتنمية الروابط وتقوية الوشائج وبقدر ما هي تراث الماضي وتاريخه فهي ثقافة الحاضر وعنوانه.. إذ إن عظمة الأمة تقاس بعملها وثقافتها وتاريخها مع الانفتاح على ثقافات الأمم الأخرى والتواصل معها واقتباس ما يوائمنا وما تحفل به من ألوان المعارف وصور التطور فديننا يحثنا دائماً إلى الإصغاء إلى وجهات نظر الآخرين والاستفادة من معارفهم. كما هو واضح في مفردات تراثنا الثقافي وموروثنا الروحي في طوايا المشهد الثقافي.
إن شخصية الأمة تبرز وتتجسد في ثقافتها وتأكيد هويتها ولا بد أن نعي ذلك بحيث نهتم بجوانب الثقافة والعناية بها والحفاظ عليها بما لها من قيمة علمية وفكرية والاهتمام بنشرها وتعميق الوعي ودعم سبل الثقافة والمعرفة وتكوين الأفراد الصالحين وتربية النشء وإعداده إعداداً ثقافياً سليماً ليتبوأ مكانه ودوره في النهوض بأمته ومجتمعه بما يفرض ديننا الكريم من واجبات ومسؤوليات وما يوجبه وطننا الغالي من عطاء وخدمات لإعلاء شأنه ورفع مكانته العلمية والثقافية مما هو جدير به في هذا العصر عصر التسابق والعلم والمعرفة والثقافة.
وبالثقافة التي تجدها في أفراد الأمة تدرك ما لهذه الأمة من عظمة وخلود، والفكر الثقافي عامل حيوي مهم في مواجهة التحديات التي تمر بها الأمة العربية والإسلامية حالياً وإبراز موروثنا الثقافي القائم على التفاهم والحوار البناء والرافض للعنف والإرهاب وإن المؤسسات الثقافية عليها مسؤولية كبيرة بحيث ترتفع بمضامينها وبرسالتها في تصحيح الصورة والحفاظ على هويتنا الثقافية وخصائصها.