الفنان محمد الثقفي الذي يروض الحجر ويعقد علاقات جمالية بين خاماته التي يختارها من كل ما ينتهي إلى الجمال وجذب وتقدير المتلقي، وبما يمتلكه من حضور محلي ودولي حيث شارك في العديد من المسابقات والمهرجانات التشكيلية حقق من خلالها الجوائز في مجال النحت، كما يعد «الثقفي» من أبرز الفنانين المشاركين بالأعمال النحتية في المواقع الميدانية العامة... لم يتوقف عند تشكيل كتل الحجارة الطائفية، ولم يرضخ للشكل الأصل للكتلة بقدر ما تجاوزها إلى تطويعها للتعبير عن فكرته وتحقيق هدفه إن كان للتجميل أو كرسالة تحمل مضمونا فكريا يتعلق بقضية أو موقف، وقبل أيام سخر وقته وقراءته وخبراته لتقديم ورشة نحت ضمن فعاليات مهرجان صيف بني مالك 1435 هـ اختتمت بحضور محافظ محافظة ميسان تركي بن خالد بن حميد.
ونظراً إلى أن ما يمارسه الفنان محمد الثقفي يتعلق بالفضاء المفتوح الذي تشكله الحدائق أو دوارات الشوارع ويجعل منها معرضا مفتوحا للمارة، منها على سبيل المثال المنحوتة الشهيرة البالغ ارتفاعها سبعة أمتار على الطريق السياحي الذي يربط محافظة الطائف بمنطقة الباحة فقد قام خلال تقديمه الورشة في صيف بني مالك بتنفيذ احد أعماله من خامة الرخام الصعبة المراس أمام الجمهور كاشفا بذلك حقيقة الإبداع وكرم الفنان بعدم إخفائه لطريقة تعامله مع أعماله النحتية بجانب ما يقدمه من شرح نظري للعديد من المواضيع المهمة في مجال النحت، والتعريف بهذا الفن الجميل لزوار المهرجان، وكيفية التعامل مع الخامات، وأهم ما يحتاج إليه النحات للخروج بعمل مميز يثري الذائقة البصرية لدى المتلقي.