دشن صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل وزير التربية والتعليم أمس الأحد الأولمبياد العربي السابع للكيمياء, بحضور صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينة المنورة، وذلك بفندق المريديان. ويقام الأولمبياد خلال الفترة من 12 إلى 15 من شهر ذي القعدة الجاري، بمشاركة عدد من الدول العربية، يمثلها نحو (136) طالباً وطالبة، ونحو (34) مشرفاً تربوياً من أساتذة الكيمياء في الدول العربية المشاركة.
بدأ حفل افتتاح الأولمبياد بالنشيد الوطني، ثم القرآن الكريم. تلا ذلك عرض مرئي عن مسيرة الأولمبياد، ثم كلمة الأمين العام لاتحاد الكيميائيين العرب الدكتور ضيف الله الضعيان، التي رحب خلالها براعي الحفل سمو وزير التربية والتعليم صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل وصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينة المنورة ورؤساء الوفود المشاركة في الأولمبياد العربي السابع. مشيراً إلى أن الأولمبياد السابع تميز عن الأولمبيادات السابقة بأن من وضع أسئلته النظرية لجنة دولية مشكلة من عدد من الدول العربية، بإشراف مكتب الأولمبياد العربي؛ وذلك لإضفاء مزيد من الشفافية والحيادية.
بعد ذلك ألقى سمو وزير التربية والتعليم صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل كلمة بهذه المناسبة، قال فيها:
في رحاب طيبة الطيبة، وبجوار ساكنها هادي البشرية القائل عليه الصلاة والسلام «إن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما يصنع»، وفي ضيافة المملكة العربية السعودية التي اعتمدت الاستثمار في المعرفة سبيلاً لتعظيم الاستثمار في أبنائها.. يسعدني أن أرحب بكم سائلاً الله - جل وعلا- لكم التوفيق والسداد.
الإخوة والأخوات.. لا مراء في أن أمتنا العربية قد تصدرت العالم ردحاً طويلاً من الزمان، حين حملت رسالة الإسلام إلى أرجاء الدنيا عقيدة سامية، تواكب حضارة علمية وعملية باذخة، أنتجتها جهود علمائنا المسلمين الأوائل وكشوفاتهم غير المسبوقة التي نهل منها الشرق والغرب وبنى عليها.
ثم دارت الأيام دورتها حتى جاءت أزمنة الألم والمعاناة والقصور العربي والفقر والأمية.. وأصبحنا ننشد العلم في مشارق الأرض ومغاربها، وهاجرت العقول العربية النيرة المميزة في أزمة جديدة تحرم الأمة العربية من قدراتها الفاعلة لتأسيس نهضتها المرتبطة بدينها وبقيمها.
ومنذ عقود قلائل التفت العالم العربي بمكوناته السياسية والاقتصادية والفكرية والاجتماعية إلى المحور الأساس في بناء المجتمعات، وهو العلم. لتكونوا علماء مميزين، تضيفوا لأوطانكم وللإنسانية جمعاء كل علم نافع، ينشر الرخاء والسلام والعدالة بين البشر، وحصنوا ذلك كله بدينكم الإسلامي العظيم الذي يقف حائلاً دون اتباع الأهواء والتجرد من القيم والأخلاق، وطوقوا العلم بقيم العروبة وأخلاقها وفروسيتها.
كما عليكم برفع شأن اللغة العربية الجليلة، بجعلها لغة العلم التطبيقي، وهي أهل لذلك، كما قال شاعر النيل حافظ إبراهيم:
وسعت كتاب الله لفظاً وغاية
وما ضقت عن آي به وعظات
فكيف أضيق اليوم عن وصف
آلة وتنسيق أسماء لمخترعات
السادة والسيدات رؤساء الوفود.. لقد منحتكم دولكم ومجتمعاتكم الثقة في رعاية أبنائها وبناتها المميزين؛ ليكونوا قادة نهضتها في المستقبل. وأنتم - إن شاء الله - أهلٌ لهذه الأمانة؛ فابذلوا قصارى جهدكم وغاية عنايتكم؛ كي يحظى أبناؤكم وبناتكم الطلاب والطالبات بأفضل فرص التعلم والمهارات التي تؤهلهم لكفاءة علمية مميزة، تعود بالنفع على أوطانهم ومجتمعاتهم.
وأخيراً، دعواتي الخالصة للجميع بالتوفيق والسداد في هذا الأولمبياد، وأن تستمتعوا بالمنافسة، وتستعدوا للفوز المستحق إن شاء الله.
واختُتم الحفل بتكريم رؤساء وفود الدول العربية المشاركة، وتكريم الرعاة والداعمين.
هذا، ويهدف الأولمبياد إلى بث روح العمل الجماعي والتنافس الشريف بين الطلاب والطالبات المشاركين في المسابقة، وكذلك الاحتفاء بالكيميائيين العرب والمسلمين بما قدموه في مجال علم الكيمياء.
يُذكر أن المرحلة الأولى من المنافسة تنطلق صباح اليوم الاثنين، وتشهد محور الاختبار النظري على فترتين لجميع المشاركين في الأولمبياد.