من المتعارف عليه عالمياً أن لكل مهنة أو وظيفة زياً خاصاً يميز العاملين والموظفين عن غيرهم ويظهرهم بالشكل اللائق بالوظيفة، حيث يرتدي الطبيب معطفاً أبيضاً، ويلبس المحامي والقاضي رداء معيناً، ويلبس ضابط كل قطاع عسكري بدلة خاصة ويعتمر قبعة مخصصة، وكذلك بقية المهن مثل رجال المطافئ وحراس الأمن وحتى الطباخ وعامل النظافة، وكذلك الزي الخاص باللاعبين في أنواع الرياضات ككرة القدم والسيرك وغيرهم!
ومن خلال الزي يكون من السهولة تمييز المرء عن غيره من الناس، فيمكن اللجوء له في حالة الاستفسار أو الشكوى! كما يمكن التعرف عليه في حالة حصول خطأ أو تعدٍّ من أرباب تلك المهن والوظائف.
ولعل معظم الناس يذكر أحداث وتداعيات المعركة الشهيرة بين أربعة من رجال هيئة الأمر بالمعروف مع البريطاني أو ما تعرف بـ(ذات القفزة)، وفيها قام أحد أولئك الرجال بالقفز على مقيم أجنبي، مما دعا أغلب الناس استبعاد أن يكون القافز هو رجل الهيئة بل ويصرون على نفي ذلك، وأنه مواطن أرعن! لأن ذلك التصرف برأيهم لا يليق برجل الهيئة! إلا أنه تبين فيما بعد أن صاحب القفزة هو رئيس الفرقة!! وقد قامت رئاسة الهيئات بمعالجة الخطأ الذي نرجو ألا يتكرر مثله مستقبلاً، مع توقع حصول خطأ غيره حيث عودنا رجال الهيئات - حفظهم الله - بعمل مغامرات غير محسوبة النتائج ابتداء من المطاردات وليس انتهاء بالقفزات!!
وبعيداً عن هذا وذاك؛ فإني قد تمنيت سابقاً من رئيس الهيئة بعدم ارتداء المشالح أو البشوت من لدن منسوبيها الميدانيين، حيث إن البشت ارتبط ذهنياً إما بالرهبة والهيبة والأبهة أو بمناسبة الفرح والأُنس، وليس هذا مقامه، فهم موظفو حكومة ينبغي أن يرتدوا زياً يخصصهم عن غيرهم ولا يفضلهم ولا يمنحهم مميزات أو سطوة، كالزي الخاص بموظفي الإدارات الخدمية بالمسجد الحرام وكذلك رجال هيئة الحياة الفطرية, وكمثال على ذلك ارتداء سديرية لونها أخضر فوق الثوب لنعرف أن هذا الشخص هو رجل الهيئة يؤدي وظيفة محددة الواجبات، ويحمل الصفة الرسمية أثناء عمله الذي ينبغي تقنينه بوقت، بحيث لا يرتديه خارج وقت الدوام بل يتحول لمواطن عادي ويكون زيه مسؤوليته لا يعيره لأحد ولا يمتهنه، ويجب أن يعيده لمصدره بعد ترك الوظيفة.
وهذا الزي سيجعل الموظف بحكم الوظيفة وليس العكس، ولن يكون هناك اعتداء ولا تهجم ولا وصاية، بل أمر بالمعروف بمعروف ونهي عن منكر بلا منكر!