هذا المساء تحتفل جائزة حائل للأعمال الخيرية في عامها الثامن بتكريم سعادة الشيخ على بن محمد الجميعة، وجزماً هذا التتويج يُفرح أمثال هذا الرجل الرمز والعنوان الفذ في صنائع المعروف وأفعال الخير، وذلك – في نظري - لأسباب ثلاثة، هي بإيجاز:
* كون التكريم في حائل، والتي وإن كان الجميعة يحب تراب الوطن ويعيش متنقلاً بين جنباته شماله وجنوبه وسطه وغربه إلاّ أنه يعشق حائل حتى النخاع، ولذا فالتكريم في هذا الجزء من أرض بلادنا الغالية المملكة العربية السعودية له في نفس علي الجميعة وقع خاص ومزية كبرى.
* كون الجائزة في باب أعمال الخير.. الميدان التنافسي الحقيقي لمن يرجون ما عند الله عزّ وجلّ، بعيداً عن الحسابات الدنيوية والعلاقات المصلحية والمنافسات التجارية والصفقات السوقية.
* كون الترشيح والتتويج والتكريم يأتي من قِبل المجلس التنسيقي للجمعيات الخيرية بمنطقة حائل والذي يشرفُ برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبد المحسن بن عبد العزيز أمير المنطقة له، ليس هذا فحسب بل إنّ سمو الأمير هو من سيرعى حفل التكريم هذا ويسلم شخصية العام الخيِّرة درع الاستحقاق.
في المقابل من يعرفون «علي الجميعة»، ويصلهم خبر تكريمه هذا المساء سيقولون في الغالب وبكل عفوية وتلقائية «يستاهل»، بل ربما قالوا «لقد تأخر منحها هذا الرجل الذي عرف عنه الخيرية في هذه المنطقة وخارجها». وهذه الكلمة الدارجة على الألسنة «يستاهل»، لا تقال للرجل إلا إذا كان يقف خلفها رصيد من الأعمال والإنجازات، ويتواكب معها عدد من السمات والصفات والأخلاقيات.
إنّ «الجميعة» لم يكتف ببصمة واحدة في باب الخير، بل إن له بصمات عشر:
* القرآن الكريم وحفظته وحلقاته ووقفه.
* المساجد «منارات الله في الأرض».
* الجامعات السعودية «مواطن العلم وبيوت العلماء».
* الأندية الرياضية والأدبية.
* الصحة.
* الإعلام.
* الجمعيات التعاونية والخيرية ومؤسسات الخدمات الاجتماعية.
* الملتقيات السياحية والزراعية والثقافية والاقتصادية.
* المناسبات الحائلية الرسمية والشعبية.
* البيوت المنزوية والبطون الجائعة والأنفس المحتاجة.
أعمال يعرفها الراصدون المتابعون وإن خفيت عليهم فهي في ميزان حسناته عند الله، في وقت هناك ممن أعطاهم الله المال ورزقهم الثراء لا يُعرف لهم بصمة واحدة وهم في النهاية الخاسر الحقيقي. ليس هذا فحسب بل إن لكل أصبع بصم فيها هذا الرجل مفاصل ثلاث تشهد، وتبرهن على تميز الجميعة واستحقاقه وبكل جدارة لجائزة حائل للأعمال الخيرية هي:
* بذله لنفسه تحفيزاً وتشجيعاً وحضوراً ومشاركة وتفاعلاً وجاهاً، فهو لا ينتظر حتى يؤتى إليه من أجل يُطلب ما عنده بل هو المبادر دوماً والمسابق والمنافس في تقديم الخير، وفوق هذا وذاك وبكل تواضع ودماثة خلق لا يعد نفسه إلاّ مواطناً جاء ليقدم ما هو واجب في حقه، والمعروف والفضل والمنّة لله أولاً ثم لمن يسر له سبل الخير ودله على طريق العطاء وطلب منه البذل، يرفض كل الألقاب ويجلس حين ينتهي به المجلس بكل تواضع وثقة، ويقول لمن نعته بالشيخ (أنا لم أكن أحمل لقب «الشيخ» من قبل..كنت وما زلت وسأبقى أحمل لقباً يلازمني ويشرفني أكثر، وهو مسمّاي الحقيقي، المواطن علي بن محمد الجميعة، كلمة مواطن هذه شرف جميل لي، وهذا يوجب عليّ أن أكون خلية من خلايا المجتمع العاملة لا الخاملة، الصالحة المُصلحة لا الفاسدة المُفسدة لا سمح الله).
* بذله لماله نقداً وعيناً.
* إشراكه لولده وأحفاده من أجل ما هو خير، ومن أراد أن يبحث عن الدليل فليرقب هؤلاء الأبناء وهم يقدمون خدماتهم، الصغير مثل الكبير بكل حب ومودة وإجلال في تلك المناسبات التي يستضيفها الجميعه بمزرعة المسرة أو العزيزية.
إنني في الوقت الذي أبارك لأبي فهد الوالد والقدوة هذا التكريم، أثمّن لصاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبد المحسن بن عبد العزيز الرعاية والمتابعة والاهتمام، وهو من عُرف بحبه للخير وتقديره وإجلاله لأهله وصناعه ومبدعيه،، ولأمانة الجائزة وعلى رأسها الصديق العزيز الأستاذ عيسى الحليان، كل الشكر والتقدير على هذا المنجز الوطني الخيري الهام، وإلى لقاء في احتفالية عام جديد بإذن الله والسلام.