أطلقت شبكة السنة النبوية وعلومها بياناً حيال الأوضاع الراهنة والأحداث التي تمر على البلاد العربية والإسلامية عبارة عن نداء وتحذير من الشبكة من الوقوع ضحية الأفكار الهدامة والمضللة مطالبة بضرورة التمسك بكتاب الله وسنة نبيه والاعتصام بالجماعة وعدم الخروج عنها.
وقال المشرف العام على الشبكة وعضو مجلس الشورى الدكتور فالح بن محمد الصغير عضو مجلس الشورى إن الشبكة تطلق هذا البيان التحذيري الذي يأتي منسجماً مع مضامين كلمة خادم الحرمين الشريفين والتي جاءت في توقيت تحدق فيه الأخطار والفتن العالمين العربي والإسلامي الذي جاءت لتؤكد حرص المليك على كل ما من شأنه في توحيد كلمة الأمة وعدم تفرقها انطلاقاً من مسؤوليات المملكة العربية السعودية محضن الحرمين الشريفين.
وبين الصغير أن شبكة السنة النبوية وعلومها ترى من واجبها الشرعي استناداً إلى كتاب الله وسنة رسوله وما عليه خلفاؤه الراشدون، وصحابته الكرام، ومن منطلق مسؤوليتها والأمانة الملقاة عليها وهي ترقب الأحداث المتوالية، والفتن المتعاقبة التي تموج في بلادنا العربية والإسلامية.
لتقف معها الوقفات الآتية الوقفة الأولى: أن نحمد الله تعالى ونشكره على ما أنعم علينا من نعم كثيرة وأجلها نعمة الدين والإيمان والتمسك بالوحيين، الوقفة الثانية: إنه كما يجب علينا أن نتمسك بالوحيين يجب علينا أن نحذر مما يخالفهما قولاً وفعلاً وهذا من أوجب الواجبات وأهم المهمات حتى لا تزل قدم بعد ثبوتها، والوقفة الثالثة: وإذا كان يجب فقه العواصم من القواصم في كل زمان ومكان ففي هذا الوقت وفي بلادنا العربية والإسلامية أوجب وألزم.
ومن أهم العواصم من القواصم التالي: التمسك بعقيدتنا الصافية التي تأسست وقامت على كتاب الله وسنة نبيه بفهم السلف الصالح.
وما حاد عنها من حاد إلا بغلو أو تقصير ناتج عن الإعراض عن هذا المنهج القويم المبني على الوسطية، واجتناب الهوى فإن اتباعه مركب ذميم يسير بصاحبه في ظلمات الفتن ويخذله في مواطن المحن، ولهذا فهو من أبعد الناس عن الهداية، ومن أعظم العواصم: الاعتصام بالجماعة، فقد أمرنا ربنا جل وعلا بالاجتماع والائتلاف، وفي المقابل فإن من أعظم القواصم: الخروج عن الجماعة ولهذا يجب على المسلم الحذر من كل ما يشذ عن جماعة المسلمين الذين اجتمعوا على إمامهم من الانتماء لحزب أو طائفة أو تجمع أو فرقة مهما كانت مسمياتها وإعطائها الولاءات التي تفرق ما عليه الجماعة، وإن من أعظم المزالق الخطيرة التي وقعت فيها كثير من الفرق والأحزاب والجماعات التي تشق الصف وتخرج عن الجماعة آفة (التكفير) للحكام ثم التعدي لتكفير العلماء ووصل الأمر ببعضهم لتكفير كل من ليس على منهجه أو طريقته أو حزبه، وهذا المنزلق أدى إلى منزلق عملي خطير وهو التعدي على المسلمين بقتلهم واستباحة دمائهم وأعراضهم وأموالهم، ولا شك أنها منطلقات خطيرة تؤدي إلى مفاسد وأضرار وعواقب وخيمة في الدنيا والآخرة, وفي العاجل والآجل، ومن العواصم: حفظ الألسنة والأقلام والحذر من التعجل والانسياق خلف الشائعات، وإطلاق الأحكام دون مسوغ شرعي أو أدب مرعي والحذر كل الحذر من الاستناد إلى إعلام مغرض، أو الاعتماد على ما تنقله وسائل التواصل بأنواعها أو الركون إلى تحليل جاهل ممن ليس له دراية في العلم أو الفهم، ومن العواصم: اتباع عامة العلماء الربانيين الذين يسيرون على هدي كتاب الله وسنة نبيه بفهم السلف الصالح في التعامل مع الأزمات والفتن، فأهل العلم بمجموعهم هم أقرب الوسائل للعصمة من الزلل في وقت المدلهمات الفتن، فيُرجع إلى العلماء الأعلام، والمحقِّقين الرَّاسخين من أهل العلم، ولنحذر أشد الحذر من المصادر المجهولة التي تدعي العلم وهي أبعد الناس عنه فديننا واضح وعلماؤنا وأئمتنا واضحون منذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم إلى يومنا الحاضر، التحلي بالصبر والأناة والحلم وبخاصة في أوقات الفتن والشدائد كما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وسلف الأمة، وعند الإشكال يرجع إلى أهل العلم المعتبرين، الوقفة الرابعة: وما سبق يذكر جميع المسؤولين بمسؤولياتهم و بخاصة من ولاهم الله منبر مسؤولية أياً كانت هذه المسؤولية وبالأخص أهل العلم والفكر والإعلام بالقيام بمسؤولياتهم من خلال استشعار عظمةالمسؤولية، الوقفة الخامسة: ونخص بها أبناءنا وبناتنا في بلادنا المملكة العربية السعودية تلك البلاد المباركة لتذكيرهم وأنفسنا بما يلي:
أن الله تعالى خص بلادنا بالحرمين الشريفين وبوجود قبلة المسلمين, وهذا كما نتشرف به, ونحمد الله عليه إلا أن يوجب علينا مسؤولية عظمى تجاه القيام بحقوقها ومن أهمها أن نتمثل ما يمثله الحرمان من هذا الدين فنكون الصورة الصادقة لها بأقوالنا وأعمالنا، أننا في بلاد قامت أنظمتها على الشريعة الإسلامية ابتداءً بالنظام الأساسي للحكم وما يتفرع عنه من أنظمة أخرى ويحكم قادتها هذه الشريعة، أننا في بلاد أنعم الله عليها بوجود كثير من العلماء الربانيين -نحسبهم كذلك- على منهاج أهل السنة والجماعة فلم البحث عن مصادر مجهولة؟ ولمَ العزوف عنهم إلى غير المعروفين؟ وإلى أحداث الأسنان من طلبة العلم المبتدئين ونحوهم.
وقال إن مما يجب أن نعض عليه بالنواجذ هو الصدور عن هؤلاء العلماء الكبار والالتزام بمنهجهم المبني على كتاب الله وسنة نبيه وما فهموه من المأثور من كلام السلف الصالح، ولقد علمتنا التجارب كما علمنا القرآن والسنة أن الإعراض عن منهجهم وفتاويهم يؤدي إلى ما لا تحمد عقباه على الأفراد والمجتمعات، وإن مما أنعم الله علينا به اجتماع كلمتنا على قيادتنا وعلمائنا وهذه وأيم الله تعالى من أكبر النعم فلنحذر تمام الحذر من أن نسير وراء كل ناعق يريد خدشها أو شرخها, ومن ذلك السير وراء مناهج الغلو أو التخريب أو الانحراف أو التحزب بأي مسمى أو دعوة، وأن مسؤوليتنا الوطنية تجاه وطننا ووحدتنا ومكتسباتنا عظيمة كما عظمها الشرع وقد قال عليه الصلاة والسلام في حجة الوداع، أن لأعدائنا أساليب لشرخ مجتمعنا وتبدأ بتكبير السلبيات وتضخيم الأخطاء ثم إيغار النفوس على بعضنا البعض, ثم على الحكام والعلماء متجاهلين أو متناسين الصور الإيجابية الكثيرة فلنحذر تمام الحذر من تلك الرسائل السلبية ولنحمد الله على النعم ونحافظ عليها, ولنسعى لمعالجة الأخطاء, وإنكار المنكر بوسائله الشرعية وأساليبه الصحيحة، وأن للإصلاح والدعوة إلى الله منهجاً قويماً موضحاً في القرآن وفي السنة النبوية القولية, وفي سيرة النبي صلى الله عليه وسلم العملية فمن رام ذلك فليرجع إلى أهله, وإلى مظانه العلمية حتى لا نكون أدوات يديرها الأعداء، وأن الجهاد في الإسلام مبدأ شرعي ولكن ليعلم أنه له ضوابط وشروط يجب فقهها ومعرفتها، والتقيد بها حتى لا نكون ضحية لمنظمات إرهابية وجماعات مجهولة تجعلنا وقوداً لتحقيق أهدافها.