عندما زار الكاتب أنيس منصور قبر الرسول - صلى الله عليه وسلم - كتب عن ذلك في كتابه (يا نور النبي) وقال: حين جلست عند مدخل مسجد المدينة المنورة حيث قبر الرسول - صلى الله عليه وسلم - قلت: ما هذا.. هذه هي العظمة.. هذه هي البداية.. هذا هو الرجل سيد الرجال.. أعظم الناس.. كيف؟ إنها إرادة الله.. كيف تحولت به الهمجية إلى حضارة.. كيف تحولت الغلظة إلى تسامح، إلى رقة، إلى أدب، إلى قدوة..
كيف أن الإسلام هو الدين الوحيد الذي اكتمل كله وانتشر وانتصر في حياة رسوله ولا يزال يملأ الدنيا عدلاً.
أحاول أن أمسح عيني.. أحاول أن أزيح ستائر رقيقة أمام عقلي لعلي أرى أوضح وأعمق.. لعلي أفكر مجرداً من هذا الوجدان الإيماني يا أخي لم استطع؟
ولا أعرف حتى ما هذا الذي أحاوله..
إنني أحاول ألا أكون.. أن أكون إنساناً آخر مجرداً من إيمانه الذي هو لحمه وشحمه وعظمه وعروقه ودمه وتاريخه الذي مضى الذي هو آت..
إنني أحاول مستحيلاً..
العين تمتلئ بالحبيب.. فيكون الحبيب والعين شيئاً واحداً.. شيء من مثل هذا.. بل أعظم وأروع وأقوى وأجل.