أكد صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية إن اجتماع جدة الذي خصص لبحث موضوعات الإرهاب في المنطقة جاء في ظل تعاظم خطر الإرهاب في المنطقة وتزايد عدد التنظيمات الإرهابية التي تقف وراءه.
وقال سموه في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير خارجية الأمريكي جون كيري في ختام الاجتماع الإقليمي لمكافحة الإرهاب في المنطقة بجدة بحضور وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي ومصر والعراق والأردن ولبنان وتركيا وبحضور الولايات المتحدة الأمريكية: إن اجتماعنا اليوم شكل لنا فرصة جيدة لبحث هذه الظاهرة من مختلف جوانبها والغوص في جذورها ومسبباتها والحرص على الخروج برؤية موحدة لمكافحتها عسكرياً وأمنياً واستخباراتياً واقتصادياً وسياسياً وفكرياً مضيفاً سموه أن الاجتماع حرص على التعامل مع ظاهرة الإرهاب من منظور استراتيجي شامل لا يقتصر فقط على دولة واحدة بل يمتد إلى التعامل مع الإرهاب الذي يضرب بأطنابه في كل من ليبيا ولبنان وسوريا والعراق واليمن التي أصبحت ملاذاً لهذه التنظيمات وشبكاتها، وخصوصاً فيما يتعلق بتدفق السلاح والعتاد إليها وفيما بينها.
وحذر سموه من خطر ما يسمى تنظيم داعش مشيراً إلى تفشي ظاهرة الإرهاب عندما قام هذا التنظيم بإلغاء الحدود بين العراق وسوريا والتحرك بكل حرية إلى الأراضي السورية بقواته وعتاده كملاذ آمن عند اشتداد القصف عليه في العراق. وأكد سموه على ذلك أهمية الوضوح في الخطط والسياسات وتقاسم المسؤوليات علاوة على الجدية والاستمرارية في التحرك المطلوب للقضاء على التنظيمات الإرهابية (محذراً سموه) من أن التقاعس أو التردد سيشجع على عودتها وبشراسة..
وقال سموه (ولنا في تجربة السنوات الماضية أكبر مثال)..مطالباً سموه بتحرك جاد نحو محاربة الفكر الضال المؤدي إلى الإرهاب وقال سمو (غني عن القول بأن أي تحرك أمني ضد الإرهاب لكي يؤتي نتائجه المطلوبة لابد أن يصاحبه تحرك جاد نحو محاربة الفكر الضال المؤدي إليه وقطع التمويل عن الإرهابيين سواء بالمال أو السلاح بما في ذلك مراقبة السلاح المتدفق من بعض الدول التي لا هم لها سوى زعزعة أمن واستقرار المنطقة والتدخل السافر في شؤونها وبعثرة أوراقها).
وأكد سموه أهمية اجتماع جدة في بحث الأوضاع السياسية المضطربة في الدول التي يتمركز فيها الإرهاب.. وطالب سموه على هذا ألأساس تكثيف الجهود السياسية لدعم معالجة أوضاعها وعلى نحو يحقق اللحمة بين أبناءها بمختلف مكوناتهم المذهبية والعرقية وعلى مبدأ المساواة فيما بينهم في الحقوق والوجبات لافتاً الانتباه إلى أنه وفي سياق الجهود المطلوبة لمكافحة الإرهاب تم التأكيد على أهمية الحفاظ على وحدة الدول وسيادتها واستقلالها وسلامتها الإقليمية. وأعاد سمو وزير الخارجية للأذهان تحذير خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز من خطر انتشار خطر الإرهاب في المنطقة بكل شراسة منذ أمد طويل.
وقال سموه إن هذا الخطر الذي بدأ ينتشر في المنطقة بكل شراسة لطالما حذر منه خادم الحرمين الشريفين ومنذ أمد طويل ولعل آخرها في الأول من شهر أغسطس الماضي حينما قال: إن من المعيب والعار أن هؤلاء الإرهابيين يفعلون ذلك باسم الدين فيقتلون النفس التي حرم الله قتلها ويمثلون بها ويتباهون بنشرها كل ذلك باسم الدين والدين منهم براء، فشوهوا صورة الإسلام بنقائه وصفائه وإنسانيته) ودعا في حينه قادة وعلماء الأمة الإسلامية لأداء واجبهم في وجه التطرف والكراهية والإرهاب معبراً في الوقت ذاته عن خيبة الأمل من التزام المجتمع الدولي الصمت تجاه ما يحدث في المنطقة بأسرها.
وأشار سموه إلى أن خادم الحرمين الشريفين وجه رسالة لقادة العالم عند استقباله لعدد من سفرائهم في التاسع والعشرين من أغسطس الماضي بأهمية محاربة هذه الآفة الخبيثة بالقوة والعقل والسرعة محذراً من أن إهمالها سوف يفضي إلى انتشارها في أوروبا وأمريكا في غضون أشهر قليلة. وأكد سموه إن المملكة كانت مبادرة دائمة في ضرورة الوقوف دائماً أمام الإرهابيين والتصدي لهم فليس هناك حدود بما يمكن أن تقدمه المملكة ولم أسمع من أي من الأطراف التي حضرت أي تحفظ على لعب الدور المطلوب منهم وهذا يدل على أن دولهم مصممة على مواجهة هذا البلاء الذي حل بنا.
وحول أماكن تدريب الجيش الحر أشار سمو الأمير سعود الفيصل إلى أن تدريب الجيش الحر له أماكن تدريب تقريباً في كل الدول المجاورة. بدوره أكد وزير الخارجية ألأمريكي أن تنظيم داعش منظمة إرهابية لا تعرف أي حدود.. وقال (يجب أن نقوم بإيقافها).
وحذر كيري من العواقب الوخيمة لما سوف ترتكبه هذه التنظيمات من أعمال إرهابية. ولفت بذلك كيري الانتباه إلى أن العواقب الفظيعة للكراهية التي حدثت بعد هجمات 11سبتمبر التي تعرضت لها الولايات المتحدة الأمريكية في2001م مبيناً أن الآثار لا تزال حية في أذهان الكثير من الأمريكيين مشيراً إلى أن هذه العواقب يشعر بها الناس كل يوم في الشرق الأوسط حيث تتفشى الأيدولوجية المتطرفة التي تمثلها تنظيم داعش وتقوم بإرهاب الناس وتنتهج العنف واضطهاد الأشخاص كما تقوم داعش بمعارضة أي نوع لسيادة القانون.
وقال كيري:إن أوباما وضع استراتيجية شاملة عالمية من أجل تدمير داعش أينما تتواجد وهذه الاستراتيجية تتمحور حول تشكيل تحالف عالمي وهذا ما ركزنا عليه اليوم مشدداً على ضرورة مشاركة الدول العربية ودورها القيادي في جميع الجهود من مشاركة الدعم العسكري والمساعدات الإنسانية والعمل للحيلولة دون تدفق الأموال غير المشروعة التي تحتاج إليها داعش والتخلص نهائياً من التشويه المهين للإسلام الذي تحاول داعش أن تنشره حول العالم والذي تحاول أن تقول للعالم أن ما تقوم به هو بناء على وجهة نظرها وتفسيرها للإسلام وهذا بطبيعة الحال لا يتفق مع طبيعة الإسلام وتسامحه.
وأكد أن جميع الدول التي شاركت في هذا الاجتماع التزمت القيام بدور في هذه المهمة مشيراً إلى مواصلته في لقاء القادة في المنطقة وخارجها لتشكيل أوسع تحالف ممكن الذي سيكون موضع نقاش في الجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع القادم.
وعن الأطراف التي يمكن أن تقوم بعمل بري ويعتمد عليها ضد تنظيم داعش في ظل الحديث فقط عن ضربات جوية وتكثيفها أوضح كيري أن الخطة الحالية كما قال الرئيس لا تتحدث عن وضع قوات على الأرض فالعراق لديه جيش وبعض قواته بحاجة إلى إعادة تنظيم وسوف ندعم الجهود في هذا الاتجاه لكن خطة الرئيس الحالية لا تتطلب وجود جنود أجانب أو مشاركتهم في هذه الحرب هناك المعارضة السورية والقوات العراقية لديها القدرة بالرغم من ضرورة إعادة تدريب بعضها ولكننا نركز على هذا الأمر.