الإرهاب لا جنسية ولا مذهب له، ولا دين أيضاً..
لكن يحدث اليوم ان غالبية الارهاب في العالم ان لم يكن كله «ارهاب اسلامي» ان جاز التعبير، وتحديدا في منطقتنا العربية، حيث اصبح الصراع الشيعي السني هو الداعم الأول للارهاب.
حيث لا يوجد استثناء لاي مذهب في تفعيل الكراهية وتحويلها إلى صراع دموي، وقوده وحطبه الشباب من المذهبين!،
لا فرق بين حزب الله والنصرة، لا فرق بين الوية جيش بدر ومليشياتها الشقيقة وبين داعش والجهاد الإسلامي وهكذا..كلهم في الارهاب والكراهية والقتل اخوة.
الارهاب هو نتيجة للكراهية، الكراهية المطلقة للاخر المختلف، مهما كان لونه أو جنسه أو جنسيته أو مذهبه.
مرضى الكراهية يجب ان تتم معالجتهم بالعقوبات وعزلهم أو بترهم ان تطلب الامر-حتى لا ينتشر المرض وينقل أو ينتقل لاخرين.
الانتماء إلى أي من هذه العصابات الاجرامية جريمة يجب ان يعاقب عليه بصرامة حتى يفكر كل من يتعاطف ويعمل ويقاتل في صفوفها أو معها اكثر من مرة..وحتى تصل الصدمة للوعي الجماعي للمجتمع.
لفتني اعلان وزارة الشؤون الإسلامية عن خطوة تحمي أبناء جازان من المحرضين الذين يغررون بهم للالتحاق بداعش. تلك الخطوة هي عبارة عن «ندوة» تقام تحت مظلة وزارة الشؤون الإسلامية بعنوان «تنظيم القاعدة وداعش حقيقته وأهدافه وآثاره على الأمة»، خطوة أو محاضرة قد تكون مفيدة، لكن من يحضرها ليس داعشي بالضرورة ومن يتعاطف مع الارهاب لن يلتفت لمثل هذه الندوات الجافة والتقليدية.
مهما كان العمل مقدرا في الحرب على الارهاب امني وتوعوي أو في ذات الاتجاه، الا ان انزال عقوبة بالمنتمين للارهاب تعطافا وتمويلاً وقتلا يجب ان يتحول إلى واقع. القوانين الصارمة التي اصدرت بتوجيه ملكي ضد من يلتحق أو يدعم أو يحرض أو يتعاطف مع القتال لصالح جهات في الخارج مهم ان تفعل.
لنبدأ بدواعش الداخل، وخلاياهم، ببقايا خلايا القاعدة سابقا، الداعشون حاليا من الارهابيين، لنعيد صيغة عبارة المضلل بهم والمغرر بهم..الخ، إلى «المنتمين لجماعات ارهابية» ومحاسبتهم على هذه الاخطاء الكارثية في حق الوطن واهله وسمعته. نحو عقوبات صارمة تعلن بشكل علني لردع كل من تسول له نفسه الانضمام إلى اي تنظيم ارهابي ضد الوطن والدولة والمدنية.
«جئت لتقتلنا ونحن نذود عن حرائر العراق».. بهذه الكلمات سقى مسن عراقي مراهقاً سعودياً كان من المنتمين لداعش قبل أن يلقي الجيش العراقي القبض عليه. التلفزيون العراقي بث لقاءً مع مراهق سعودي، الذي بالكاد يبلغ الثامنة عشرة من عمره،وعن الهدف الذي قاده ليكون مقاتلاً في صفوف داعش، -بعد ان كان قبل أشهر أحد طلاب كلية الشريعة في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية..!
وقال المراهق الداعشي- الذي أصبح يكنى في أوساط داعش بأبي الوليد في تسجيل لاعترافاته «الدافع بالنسبة لي نصرة الدين والمستضعفين، صور الأطفال أثرت بي وخرجت إلى سوريا دون أن أخبر أهلي، لكنني عندما وصلت إلى سوريا اتصلت بأخي الأكبر وأبلغته أنني موجود في سوريا».
وحول توجهه إلى العراق بعد أن كان في سوريا قال «جاءنا أمر أنه يجب على الكتيبة أن تتحرك لتحرير مروانة في العراق»، وحين سأله من كان يستجوبه حول ما إذا كانوا يعرفون من يقاتلون؟ بدا تائها..!
العقوبات الصارمة في مواجهة الارهابيين وكراهيتهم العنيفة ودعاتهم ستجعل كثيرين ممن يحملون الفيروس يفكرون كثيرا قبل الانضمام إلى هذا التنظيم أو ذاك، وقبل الارتداد مجددا علينا ..في احيائنا وشوارعنا..كما حدث ويحدث الان!