كتّاب هذا الزمان

فاصلة:

((الاعتدال ينبغي أن يكون هم الإنسان الأول))

-حكمة صينية-

كنا ككتّاب في زمن مضى صوت المواطن للمسؤول وعندما نشطت وسائل التواصل الاجتماعي، وأصبح بإمكان القارئ أن يوصل صوته للمسؤول بل وينشر كل الوثائق التي ربَّما تعجز المطبوعات عن نشرها لم يعد للكاتب أهمية في تبني قضية مواطن بعينه!

وربما كان ذلك أفضل للكتاّب لأنهم في الأساس قادة للرأي العام وتبنيهم للقضايا العامَّة سيكون أعمق.

لكنّ ثمة شيئاً علينا أن ننتبه له وسط اهتمامنا بقضايا المجتمع والعالم أجمع حيث إن استغرقنا في الحديث عن الحروب والدمار والمشكلات وتجاهلنا عن نشر قيم السلام والتركيز على الإيجابيات فيما حولنا سوف يقلل من دورنا في تنوير المجتمع نحو العيش بأمان، وربما وجدنا أنفسنا ندور في ذات الدائرة من التشاؤم وعدم التفاؤل بالغد.

هناك فارق بين تضخيم المشكلة وآثارها وبين الحديث عنها بتفاؤل، لذلك فالكتّاب المتشائمون الذين يبرزون أسوأ ما في الصورة تتحول كتاباتهم بمرور الوقت إلى ما يشبه البكائيات.

والذي أجزم به أننا لسنا في وقت تفيد فيه البكائيات بقدر ما يفيد فيه نشر قيم المحبة والسلام والتسامح.

وهذا لا يعني إلا أن نعالج ككتّاب مشكلات المجتمع بل يعني أن يكون مدادنا من نور، أن نبعث في الناس الأمل بالقدرة على العيش في الغد بسلام واطمئنان.

جبلت الحياة على المصاعب والتحدِّيات وهيأنا الله لمواجهتها بما تميزنا به وليس هدف الكاتب أن يحل المشكلات بقدر ما ينبع دوره في توعية المجتمع وتبصيره.